قالت: أما وقد علمت بعزم هذا الرجل فأصبح السكوت عنه مشاركة له في القتل فلابد من ردعه أو قتله.
فابتسم سعيد لذلك الاتفاق الغريب وقال: «وقد فاتني أن أخبرك بأن من جملة وصية جدي أن أسعى في ذلك جهدي».
فقالت: «وهذا ما أراه أنا أيضا لأن السكوت عنه أصبح جريمة ولكني أرى أن يبقى أمر هذه المؤامرة مكتوما بيننا فلا تطلع عليه أحدا لئلا يسبقنا أحد إلى اكتساب الفخر في رده أو أن المؤامر إذا علم باشتهار أمره ونحن لم نعرفه بعد يعجل بالقتل فيذهب سعينا عبثا. ألا ترى ذلك يا عبد الله؟»
فاندهش عبد الله من ذلك الاتفاق الغريب ولو علم بزيارة سعيد للبابة لانكشف له سر الحيلة ولكنه أخذ الأمر على ظواهره فقال: «لقد رأيت الرأي الصواب وها إني مستعد للسعي في ردع ذلك الرجل مع أخي سعيد».
قالت: وما الذي تنويان فعله؟
قال: سعيد أرى أن نذهب إلى الفسطاط ونبحث عن الرجل لنعلم من هو أولا فإذا عرفناه هان علينا ردعه».
فقالت قطام وما الفائدة من ذهابكما وإنما لا تعرفان الرجل ولا تعلمان شيئا من أمره وكيف يتأتى لكما معرفة اسمه. هل ذهبتما إلى الفسطاط قبل الآن وهل تعرفان أحدا هناك؟»
قال عبد الله: إني أعرف الفسطاط ولكنني لم أقم طويلا ولا أعرف أحدا من أهلها ولكننا نبحث جهدنا.
الفصل الثامن والعشرون
الاجتماعات السرية في عين شمس
Page inconnue