1
فارتعدت فرائصه وحدثته نفسه أن يصيح به ولكنه خاف على نفسه وهو لا يشك مع ذلك أن عليا اطلع على مكيدته ولا يلبث أن يدخل المسجد حتى يأمر بالقبض عليه ثم رأى ابن ملجم مشى ومعه رجل آخر هو شبيب نحو تلك القبة فكلما من فيها وكان فيها قطام بنت شحنة.
2
ثم مشى ابن ملجم حتى اقترب من السدة وبلال يراقبه بنظره ويتوقع سماع الأمر بالقبض عليه حالما يدخل علي.
وبعد هنيهة فتح باب السدة ودخل منها علي يمشي الهويناء وعمامته على رأسه تغطي صلعته وكان ذا بطن ولحية كثيرة الشعر ضخم العضل
3
وفي يده درة (سوط) كان يوقظ الناس بها للصلاة كل صباح. فمشى الإمام وابن النباح المؤذن بين يديه والحسن بن علي من خلفه. فلما دخل أنصت الناس وبلال ينظر إليه ولا يشك في أنه سينادي من يقبض على ابن ملجم. فإذا به قد وقف ونادي «أيها الناس الصلاة الصلاة».
الفصل الرابع والستون
مقتل الإمام
والتفت بلال إلى ابن ملجم فإذا هو لا يزال واقفا لكن رفيقه (شبيب) تقدم مسرعا وسيفه بيده ضرب به الإمام عليا فأصاب عضادة الباب وسقط السيف من يده فأجفل بلال وهم أن يسرع إلى علي يخبره بأمر ابن ملجم فإذا ابن ملجم قد أقبل على علي بأسرع من لمح البصر والسيف يبرق بين يده وضربه على جبهته وهو يقول «الحكم لله يا علي وليس لك ولأصحابك».
Page inconnue