- تنجينا من كل تهويل وتحفظنا من كل تنكيل وَبعد فَيَقُول الراجي عَفْو ربه الْقوي أَبُو الْحَسَنَات مُحَمَّد عبد الْحَيّ اللكنوي تجَاوز الله عَن ذَنبه الْجَلِيّ الْخَفي ابْن مَوْلَانَا الْحَاج الْحَافِظ مُحَمَّد بن عبد الْحَلِيم ادخله الله دَار النَّعيم هَذِه رِسَالَة رشيقة وعجالة أنيقة اسْمهَا يخبر عَن رسمها وفحواها يشْعر بمعناها اعني
الرّفْع والتكميل فِي الْجرْح وَالتَّعْدِيل
بَعَثَنِي على تأليفها مَا رَأَيْت من عُلَمَاء عصري وفضلاء دهري من ركوبهم على متن عمياء وخبطهم كخبط العشواء تراهم فِي بحث التَّعْدِيل وَالْجرْح من أَصْحَاب الْقرح فهم كالحبارى فِي الصحارى والسكارى فِي السحارى وَمَا ذَلِك إِلَّا لجهلهم بمسائل الْجرْح وَالتَّعْدِيل وَعدم وصولهم إِلَى منَازِل الرّفْع والتكميل كم من فَاضل قد جرح الْأَسَانِيد الصَّحِيحَة وَكم من كَامِل صحّح الْأَسَانِيد الضعيفة يصححون الضعْف ويضعفون الْقوي وَلَا يَهْتَدُونَ إِلَى الصِّرَاط السوي تراهم قد ظنُّوا نقل الْجرْح وَالتَّعْدِيل من كتب نقاد الرِّجَال كتهذيب الْكَمَال لِلْحَافِظِ الْمزي وميزان الِاعْتِدَال للذهبي وتهذيب التَّهْذِيب وتقريب التَّهْذِيب وَالْمُغني وكامل ابْن عدي ولسان الْمِيزَان وَغَيرهَا من كتب أهل الشَّأْن أمرا يَسِيرا وَمَا
1 / 49