5

Levée des doutes et des incertitudes sur ceux qui justifient les péchés par le destin

رفع الشبهة والغرر عمن يحتج على فعل المعاصي بالقدر

Chercheur

أسعد محمد المغربي

Maison d'édition

دار حراء-مكة المكرمة

Numéro d'édition

الأولى

Année de publication

١٤١٠هـ

Lieu d'édition

السعودية

الفلاسفة مَحْظُورَات الشَّرَائِع ثمَّ تَبِعَهُمْ فِي ذَلِك من ينتسب للتصوف من متصوفة الْمَلَاحِدَة قَالَ الإِمَام ابْن النقاش فِي تَفْسِيره وأنقص الْمَرَاتِب عِنْد هَؤُلَاءِ مرتبَة أهل الشَّرِيعَة وهم الْفُقَهَاء الواقفون مَعَ الْحَلَال وَالْحرَام وَأَعْلَى مِنْهُم مرتبَة الْمُتَكَلّم على طَريقَة الْجَهْمِية والمعتزلة ثمَّ مرتبَة الفيلسوف ثمَّ مرتبَة الْمُحَقق والمحقق فِي عرفهم هُوَ الْقَائِل بوحدة الْوُجُود ويسمون الْعقل الْعلم ويسمون النَّفس الفلكية اللَّوْح وَيدعونَ أَن ذَلِك هُوَ اللَّوْح الْمَحْفُوظ فِي كَلَام الله وَرَسُوله وَلِهَذَا يَدعِي أحدهم أَنه مطلع على اللَّوْح الْمَحْفُوظ قَالَ ابْن تَيْمِية وَقد يَقُولُونَ الْوُجُود وَاحِد ثمَّ يجْعَلُونَ المردان مظَاهر الْجمال فيجعلون هَذَا الشّرك الْأَعْظَم طَرِيقا إِلَى الْوُصُول إِلَى إستحلال الْفَوَاحِش بل إِلَى كل محرم كَمَا قيل لبَعض مشايخهم إِذا كَانَ قَوْلكُم بِأَن الْوُجُود وَاحِد هُوَ الْحق فَمَا الْفرق بَين الْأَجْنَبِيَّة وَبَين أُمِّي وأختي وبنتي حَتَّى يكون هَذَا حَلَال وَهَذَا حرَام فَقَالَ الْجَمِيع عندنَا سَوَاء وَلَكِن هَؤُلَاءِ المحجوبون قَالُوا حرَام فَقُلْنَا حرَام عَلَيْكُم قَالَ وَلِهَذَا تَجِد الْوَاحِد من هَؤُلَاءِ يُنكر على من يُنكر الْمُنكر وَيَقُول هَذَا مُقَدّر عَلَيْكُم وَيَقُول بعض مشايخهم أَنا كَافِر بِرَبّ يعْصى وَيَقُول لَو قتلت سبعين نَبيا مَا كنت مخطئا وَيَقُول شَاعِرهمْ (أَصبَحت منفعلا لما تختاره ... مني ففعلي كُله طاعات) وَمِنْهُم من يَقُول إِن العَبْد إِذا بلغ غَايَة الْمحبَّة وَصفا قلبه وأختار الْإِيمَان على الْكفْر سقط عَنهُ الْأَمر وَالنَّهْي وَمِنْهُم من يَقُول إِنَّه تسْقط عَنهُ الْعِبَادَات الظَّاهِرَة وَتَكون عباداته التفكر وكل هَؤُلَاءِ بمعزل عَن الْإِسْلَام وهم كَمَا قيل (وَمَا انتسبوا إِلَى الْإِسْلَام إِلَّا ... لصون دِمَائِهِمْ أَن لَا تسالا) (فَيَأْتُونَ الْمعاصِي فِي نشاط ... ويأتون الصَّلَاة وهم كسَالَى)

1 / 19