Levée des doutes et des incertitudes sur ceux qui justifient les péchés par le destin

Marʿī al-Karmī d. 1033 AH
38

Levée des doutes et des incertitudes sur ceux qui justifient les péchés par le destin

رفع الشبهة والغرر عمن يحتج على فعل المعاصي بالقدر

Chercheur

أسعد محمد المغربي

Maison d'édition

دار حراء-مكة المكرمة

Numéro d'édition

الأولى

Année de publication

١٤١٠هـ

Lieu d'édition

السعودية

وَأهل هَذَا القَوْل قَالُوا أَنه تَعَالَى لَو عذب العَبْد بِسَبَب لَونه وَطوله وقصره لم يكن ظَالِما بل قَالُوا أَنه تَعَالَى لَو عذب أهل السَّمَوَات وَالْأَرْض جَمِيعًا من الْمَلَائِكَة والأنبياء وَغَيرهم لَكَانَ عدلا مِنْهُ وَحقا لَهُ وَحِكْمَة من فعله وان كَانَ لَا يفعل ذَلِك وَاو لم يخلق النَّار وَأدْخل الْخلق جَمِيعًا الْجنَّة لَكَانَ عدلا مِنْهُ وَحقا وَحِكْمَة كل ذَلِك عدلا من الله لَا من غَيره وَللَّه الْحجَّة الْبَالِغَة ﴿لَا يسْأَل عَمَّا يفعل وهم يسْأَلُون﴾ وَأَنه لَا يجب وَلَا يحرم وَلَا يحسن وَلَا يقبح شئ إِلَّا مَا أوجبه الله أَو حرمه أَو حسنه أَو قبحه وَقد أَبَاحَ سُبْحَانَهُ أَخذ أَمْوَال بالمشرق من أجل قريب لَهُم قتل قَتِيلا خطأ بالمغرب وَهَذَا الْوَطْء بِالتَّزْوِيجِ حسن حَلَال وبالزنا قَبِيح حرَام بل الْخمْرَة الْخمْرَة قبل تَحْرِيمهَا وَبعده كَذَلِك مَعَ أَن الصُّورَة وَالْعين وَاحِدَة وَكَذَلِكَ بِذبح الْإِنْسَان بقرته وذبحه حِمَاره فَالْأول حسن حَلَال وَالثَّانِي قَبِيح حرَام لما فِيهِ من تَعْذِيب الْحَيَوَان وَالتَّصَرُّف فِيمَا لَا يملك فعله وَلَو أَن شخصا قَامَ ثمَّ وضع رَأسه فِي الأَرْض مطأطئا فِي غير صَلَاة بِحَضْرَة النَّاس بِلَا شكّ عابثا مَقْطُوعًا عَلَيْهِ بالرعونة وَكَذَا لَو تجرد شخص فِي ثِيَابه أَمَام الجموع فِي غير حج وَلَا عمْرَة وكشف رَأسه واستدار حول بِنَاء قَائِما مهرولا وَرمى بالحصى لَكَانَ عِنْد كل من يرَاهُ مَجْنُونا بِلَا شكّ لَا سِيمَا إِن أمتنع من قصّ شَاربه وأظفاره لَكِن لما أَمر الله بذلك صَار كُله حسنا وَاجِبا وَصَارَ تَركه قبيحا وإنكاره كفرا فَأَي مدْخل للتَّعْلِيل هُنَا أَو لِلْعَقْلِ فِي تَحْسِين أَو تقبيح كَمَا يَقُوله الْمُعْتَزلَة وَكَيف الْعقل يحسن أَو يقبح فبثت يَقِينا أَنه لَا ظلم وَلَا قبح إِلَّا مَا نهى الله بِهِ وَفعله تَعَالَى أَي شَيْء كَانَ وتكليف مَا لَا يُطَاق والتعذيب عَلَيْهِ إِنَّمَا هُوَ قَبِيح بِالنِّسْبَةِ لنا لَا بِالنِّسْبَةِ لَهُ تَعَالَى إِذْ الْخلق كلهم ملكه وعبيده على الْحَقِيقَة لَا الْمجَاز

1 / 52