القاهرة. والده الملقب بناصر الدين سبط قاضي القضاة، موفق الدين عبد الله بن محمد الآتي ذكره
واسم أمه زينب. ولد في المحرم سنة تسع وستين وسبعمائة في السنة التي مات فيها جده، واشتغل ومهر.
قرأت بخط ابن أخيه القاضي العالم الفاضل البارع العلامة، عز الدين ابن برهان الدين، في ترجمة عمّه هذا، أنه كان حسن الشكل، كثير العلم، قوي الإدراك حسن المحاضرة، نزهًا فكهًا، له تعاليقُ في الفقه والنحو وغير ذلك، تدل على حسن بصيرته بالعلم.
ولما مات أخوه برهان الدين، واستقر في المنصب بعد أن سعى فيه غيره فما أجيب، كتب إليه الشيخ شهاب الدين المقري الأوحدي:
بإبراهيم قد مضت المنايا ... وأخلفَهُ أخوه ذَا المُمجَّد
وأولى الناس في القرآن نَصًّا ... وأجدرهم بإبراهيم أحمدْ
ولم تطل مدة الموفق في القضاء ولا عمره، فإنه سعى عليه في سنة ولايته، فصرف بعد سبعة أشهر، أو دونها بالنور الحكري، من جمادى الثانية سنة اثنتين وثمانمائة ثم أعيد في آخر السنة، فلم يلبث أن دهمت الناس الكائنة العظمى بالبلاد الشامية باللنكية. فخرج في سنة اثنتين مع العسكر المصري، ثم رجع بعد الهزيمة، فلم يلبث أن مات في يوم الاثنين حادي عشر رمضان سنة ثلاث وثمانمائة، ودفن من الغد.
أحمد بن نصر الله بن أحمد بن محمد بن عمر الحنبلي القاضي،
1 / 77