وأجاد فكرُك في بحار علومه ... سُبْحًا لأنك من بين العوًّامِ
وكان مولده سنة أربعين وسبعمائة. واشتغل كثيرًا ومهر. وعني بالعربية والفنون وشرح التسهيل، فوصل فيه إلى التصريف.
وكان عارفًا بالأحكام، كثير العناية بالتجارة، ولم يكن يدخل في المنصب إلا صيانة لماله.
وتولى القضاء بالإسكندرية في سنة إحدى وثمانين وسبعمائة. وتناوب هو وابن الربعي مدة، إلى أن استقر ابن التنسي في قضاء الديار المصرية في رابع عشري ذي القعدة سنة أربع وتسعين وسبعمائة. فتحول بأهل وعياله وأسبابه. فباشر بعفة
ونزاهة مع العقل والتودد للناس وطهارة الذيل، وسلامة الباطن، وقلة الكلام حتى كان يقال: لم يسمع منه ذم أحد، بقول ولا فعل.
وهو من بيت رياسة. ولي أبوه جمال الدين قضاء الإسكندرية وكذا جده شمس الدين. وكان جده الأعلى عطاء الله يلقب رشيد الدين.
قرأت بخط الشيخ جمال الدين البشبيشي في وصفه: أقام دهرًا طاهر اللسان، لم ينل أحدًا بمكروه. وكانت أيامه كالعافية، والرعية في أمان على أنفسهم وأموالهم، لا ينظر إلى ما بأيديهم، ولم يعرف الناس قدره حتى فقد. ولم يدخل عليه في طول ولايته خلل، ولا أدخل عليه أحد شيئًا من ذلك. قال: وفي الجملة كان هو وابن خير قبله من محاسن الوجود. انتهى.
ولم يزل على طريقته إلى أن مضى بجميل، ومات بالقاهرة في ليلة الخميس أول يوم من شهر رمضان سنة إحدى وثمانمائة.
أحمد بن نصر الله بن أحمد بن أبي الفتح بن هاشم بن إسماعيل ابن إبراهيم بن نصر الله بن أحمد الكناني الحنبلي العسقلاني الأصل، نزيل
1 / 76