قرأت في كتاب جنان الجنان لابن الزبير: كان أحمد بن القاسم قاضي القضاة بمصر في أيام الأفضل ابن أمير الجيوش، فدخل عليه يومًا وبين يديه دواة عاج، مكللة بالمرجان، فأنشده بديهًا:
أُلينَ لداودَ الحديدُ كرامةً ... يُقدَّره في السَّرْد كيف يُريدُ
ولاَنَ لك المرجانُ وهو حجارةٌ ... على أنه صَعب المراس شديدُ
قال: وكان قد أجرى الماء إلى قرافة مصر، فكتب إليه يسأله أن يجري الماء إلى داره:
أيا مولَى الأنَام بلا احتشامِ ... وسَيِّدهم على رَغم الحسودِ
لعبدك بالقَرافة دار نُزلٍ ... لموجود الحياة أو الفقيدِ
لموجودٍ يعيشُ بها لوقت ... ومفقودٍ يواري في الصَّعيدِ
وفي أرجائها شَجر نضيدٌ ... بهيُّ الحسن من وَرَقٍ وعودِ
قال: وله قصيدة عارض بها الشريف الرضى أولها:
إنْ لم أزُرْكِ ولم أقنع برؤياكِ ... فللفؤاد طَوافٌ حول مَغْنَاكِ
يا ظبيةً ظَلتُ في أشراكها عَلِقًا ... يوم الوداع ولم تعلَق بأشراكي
رعيتِ قلبي وما راعيتِ حُرمته ... يا هذه كيف ما راعيت مَرْعَاكِ!
أتحرقينَ فؤادًا قد حللتِ به ... بنار حبك قهرًا وهو مَأْوَاكِ!
وقال العماد الكاتب في الخريدة..
وقرأت بخط القطب الحلبي في تاريخ مصر أنه قرأ بخط الحافظ جمال الدين اليغموري قال: أحمد بن قاسم بن زيد الصقلي، كان من الطارئين على مصر، انتهى.
وسماه ابن ميسر، في قضاة مصر محمدًا، ووافق على اسم أبيه وجده، ثم تردد في أنه أحمد أو محمد. فقرأت في تاريخه في حوادث سنة ست وعشرين وخمسمائة، أن قاسم ابن القاضي الرشيد أبي عبد الله محمد، ويقال أحمد بن قاسم الصقلي مات فيها. وكان أبوه قاضي مصر، ويقال كان يكنى أبا علي، وكان قدومه من صقلية إلى مصر سنة خمسمائة.
1 / 69