Réfutation des zindiqs et des jahmites

Ahmad ibn Hanbal d. 241 AH
85

Réfutation des zindiqs et des jahmites

الرد على الزنادقة والجهمية

Chercheur

صبري بن سلامة شاهين

Maison d'édition

دار الثبات للنشر والتوزيع

Numéro d'édition

الأولى

وقالوا: كيف قال: ﴿إِنَّنِي مَعَكُمَا﴾ . وقال في آية أخرى: ﴿إِنَّا مَعَكُمْ مُسْتَمِعُونَ﴾ . فشكوا في القرآن من أجل ذلك١. أما قوله: ﴿إِنَّا مَعَكُمْ﴾ فهذا في مجاز اللغة٢، يقول الرجل للرجل: إنا سنجري عليك رزقًا، إنا سنفعل بك كذا. وأما قوله: ﴿إِنَّنِي مَعَكُمَا أَسْمَعُ وَأَرَى﴾ فهو جائز في اللغة، يقول الرجل الواحد للرجل: سأجري عليك رزقًا، أو سأفعل بك خيرًا ٣. قال الإمام أحمد ﵀: وكذلك الجهم٤ وشيعته، دعوا الناس إلى المتشابه٥ من القرآن والحديث، فضلوا وأضلوا بكلامهم

١ قال الشنقيطي ﵀: قوله تعالى: ﴿قَالَ كَلاَّ فَاذْهَبَا بِآيَاتِنَا إِنَّا مَعَكُمْ مُسْتَمِعُونَ﴾ [الشعراء: ١٥] . صيغة الجمع في قوله: ﴿إِنَّا مَعَكُمْ مُسْتَمِعُونَ﴾ للتعظيم. ٢ انظر: منع جواز المجاز في المنزل للتعبد والإعجاز للشيخ الشنقيطي ﵀ "٢٣٧/١٠-٢٦٥" ملحق أضواء البيان. ٣ انظر: تفسير الطبري "١٧٠/١٦" "٦٥/١٩" وتفسير ابن كثير "١٦٤/٣، ٣٤٧". ٤ الجهم: هو ابن صفوان الراسبي أبو محرز. قال الذهبي: أبو محرز السمرقندي الضال المبتدع، رأس الجهمية، هلك في زمان صغار التابعين، وما علمته روى شيئًا، لكنه زرع شرًّا عظيمًا. "ميزان الاعتدال" "٤٢٦/١ رقم: ١٥٨٤". ٥ عن عمر بن الخطاب ﵁ قال: إنه سيأتي ناس يجادلونكم بشبهات القرآن فخذوهم بالسنن، فإن أصحاب السنن أعلم بكتاب الله. أخرجه الدارمي "رقم: ١٢١" وابن بَطَّة في الإبانة الكبرى "رقم: ٦٢، ٦٣" واللالكائي "رقم: ٢٠٣". وشبهات القرآن أي المتشابه وترك المحكم. وقد تقدم حديث عائشة: "إذا رأيتم الذين يتبعون ما تشابه منه، فأولئك الذين سمى الله فاحذروهم". وهو عند مسلم "رقم: ٢٦٦٥".

1 / 92