فلم تبق ريبة أن الدين هو السبب الفرد لسعادة الإنسان، فلو قام الدين على قواعد الأمر الإلهي الحق، ولم يخالطه شيء من أباطيل من يزعمونه، ولا يعرفونه، فلا ريب أنه يكون سببا في السعادة التامة والنعيم الكامل، ويذهب بمعتقديه في جواد الكمال الصوري والمعنوي، ويصعد بهم إلى ذروة الفضل الظاهري، والباطني، ويرفع أعلام المدنية لطلابها، بل يفيض على المتمدنين من ديم الكمال العقلي والنفسي ما يظفرهم بسعادة الدارين..
والله يهدي من يشاء إلى صراط مستقيم .
وهذا آخر ما دعت إليه الحاجة؛ من المقابلة بين مذهب الدهريين وبين الدين على وجه عام، وأثر كل من الأمرين في بنية الاجتماع الإنساني.
Page 8