فقالت بيسة بسرعة: أبدا ... ولكننا لم نفهم.
فقال بتحد: إني أسأل ... هل في الكون هدف؟!
فتساءل أبوه: الكون دفعة واحدة؟ - الكون دفعة واحدة. - الكون شيء فوق التصور ... ماذا يهمك من ذلك؟ - لن أعرف هدف حياتي، إن لم أعرف الجواب.
قال الأب برقة وبجهد: إنك كمن يريد أن ينتقل إلى مصر الجديدة عن طريق مدينة الكاب بجنوب أفريقيا، لم لا تستعمل هذا الطريق الممهد الذي نراه من نافذتنا؟
فقال بيأس: لا معنى لحياتي إن لم أعرف ذلك الهدف البعيد!
فرمقه «إبراهيم الدراجي» بحنان، وقال: عليك أن تنجح في الثانوية العامة، وأن تحرز المجموع الذي يفتح لك أبواب الكلية التي تريدها، وأن تعمل، ثم تتزوج وتنجب ذرية، وتستمر في التقدم حتى تنعم بمعاش مستقر سعيد، هل يوجد هدف وراء ذلك؟!
فتساءل بامتعاض: وماذا بعد المعاش المستقر السعيد؟!
فقال الرجل وهو يكظم غيظه: يجري علينا ما جرى على الناس منذ آدم!
فقال «عبد الفتاح» بعصبية: معنى ذلك أنه لا يوجد معنى يستحق أن نعيش من أجله!
فتساءل الأب ضاحكا : لا بد من معرفة هدف الكون؟! - وإلا فلا معنى لشيء على الإطلاق.
Page inconnue