فانك ترى أن بعض المصادر لا تذكر نسبة بعد أبيه كما أن بعضها لا تتجاوز جده، على أنها تختلف في اسمه أهو خالد أم هشام أم سعيد، وأما النسب بعد جده ففيه كثير من الاضطراب والتخليط. وإننا نظن أن هذا الخلاف والاضطراب والتخليط. وإننا نظن أن هذا الخلاف الاضطراب يرجع إلى الخلاف والتخليط الذي وقع في التراجم المغربية وخاصة في نسخ الصلة لان معظم تراجم الوقشي عند المشارقة منقولة عن الصلة. وأجود الأقوال وأصحها عندنا في نسب الوقشي ما قاله القاضي عياض ونقله عنه ياقوت في البلدان لأنه يوافق ما جاء في نسخة الصلة المسوعة على المصنف وأيضا فيه زيادة حسنة من اسمين في عمود النسب بعد جده والقاضي عياض ثقة وهو من المغاربة وممن عاش في عصر قريب من العصر الذي عاش فيه الوقشي، وكفى تائيد لهذا القول اعتماد أربعة من نوابغ الشرق عليه من أمثال السيوطي، وياقوت وإسماعيل باشا البغدادي وألستاذ خير الدين الزركي.
كنيته
أما كنية الوقشي فلا اختلاف فيها بين المصادر المغربية والمشرقية، وقد أجمعت على أنه كان يكنى ابا الوليد.
نسبه
وأبو الوليد يعرف بالنسبتين وهما الكناني والوقشي. فالكناني يمكن أن تكون نسبة إلى قبيلة أو جد ثم إذا كانت النسبة إلى قبيلة فهل هو من كنانة قريش أم من غيرها من الكنانات.
وقد ذكر السمعاني وابن الأثير الكثيرين من رجال العلم والأدب المنتسبين إلى كنانة ولكن لا إلى قبائلهم وإنما ينتسبون إلى ىبائهم وأجدادهم فمنهم رجل كان يعرف بخلف بن حامد الكناني الذي ولي القضاء بشذونه من أعمال طليطلة، وقد ازدهرت وتقدمت أسرة هذا الرجل ونشأ فيها عدد من الرجال النابهين توالوا مناصب القضاء وكانوا يعرفون بهذه النسبة ونرجع أن نسبة أبي الوليد ليست من هذا القبيل، وإنما هي نسبة إلى قبيلة كنانة بن خزيمة بن مدركة وذلك على أساس ما قاله المقري وابن الخطيب فالمقري يذكر أن عدد كبيرا من الرجال في الأندلس كانوا ينتسبون إلى عموم كنانة وان جلهم كانوا يسكنون في مدينة طليطلة وأعمالها وان من بينهم الوقشيون الكنانيون الأعيان الفضلاء وذكر فيهم القاضي أبا الوليد هشام والوزير أبا الحسين ابن جبير صاحب الرحلة وهو من ولد ضمرة بن بكر بن عبد مناة من كنانة. وابن جبير هذا هو صهر الوزير أبي جعفر الوقشي ابن أخي أبى الوليد هشام الوقشي.
ويصرح لسان الدين ابن الخطيب أن ابن جبير كناني وهو كم كنانة بن خزيمة بن مدركة بت إلياس، وان أول من ورد الأندلس من أجداده هو عبد السلام الذي كان في عسكر بلج بن بشر القشيري الذي ولي الأندلس وذلك في محرم سنة ١٢٣هـ وكان نزوله بكورة شذونه من أعمال طليطلة. فهذا مما يوضع لنا جليا أن أبا الوليد الوقشي ﵀ كان من صميم العرب ومن قبيلة كنانة.
والنسبة الثانية التي يعرف بها أبو الوليد هي " الوقشي " نسبة إلى وقش قرية بثغر الأندلس بينها وبين طليطلة اثنا عشر ميلا من المسافة. وقد ضبطها ياقوت. فقال " وقش بالفتح وتشديد القاف والشين معجمة، مدينة بالأندلس من أعمال طليطلة " ويقول الأستاذ عناية الله في " جغرافية الأندلس التاريخية " " أن وقش " huecas " مدينة في الأندلس الوسطى من أعمال طليطلة وان وقش كانت قبيلة من العدنانية ومن الممكن أن يكون قد بناها الناس من هذه القبيلة العربية فعرفت باسمها ".
ولا ندري أصل الكلمة أهي عربية أم أسبانية كما أننا لا نجزم القول في تاريخ المدينة وبنائها. ولم يذكر الجغرافيون والمؤرخون العرب وغيرهم شيئا في هذا الباب غير الأستاذ عتاية الله وعليه العهدة، إلا أن هذه المدينة كانت عامرة في القرن الرابع الهجري لأننا نرى أبا نصر فتح بن إبراهيم الأموي المعروف بابن القشاري " ٣٣٢ - ٤٠٣هـ " من أهل طليطلة يبنى حصنا في مدينة وقش وذلك في زمن الأمير المنصور محمد بن أبي عامر. وذكر بعضهم أن عينا كان عند حصنها ونبشت في بعض السنين ليكثر ماؤها فكثرة فيها العلق كثرة مفرطة فنظروا فيما استخرجوه من نبشها، فإذا فيه علقة نحاس.
وقد يذكر له نسبتان غير هاتين المذكورتين وهما الوحشي والوعلى كما وقع في الصلة وخطبة الطرر والحواشي وفي خزانة الأدب لعبد القادر البغدادي. ولا نعرف أصلهما ولا نستطيع أن نقول فيهما شيئا، وقد تكون نتيجة لأوهام الناسخين والرواة.
أسرته
1 / 6