77

L'histoire de Troie

قصة طروادة

Genres

وعبست حيرا عبوسا ثقيلا، ودعت إليها مينرفا، وجلستا تفكران! وبدا لهما أن يذهبا إلى الأولمب فيستدعيا رب البحار العظيم نبتيون فيضع حدا لهذه القسوة التي يبديها مارس وزميله أبوللو.

ولكن كيف السبيل إلى غل يد زيوس، ورد صواعقه التي تنحط على الإغريق من عل، فلا تبقي عليهم ولا تذر؟

آه! لا سبيل إلى ذلك إلا بمنطقة فينوس السحرية! سستوس! تلك المنطقة العجيبة التي تغوي كل من نظر إليها، وتشعل في قلبه لظى من الهوى، وضراما من الحب. لا بأس إذن من ممالقة فينوس حتى تنزل عن منطقتها أياما لمليكة الأولمب وكبيرة رباته، ثم لتذهب مليكة الأولمب بمنطقة فينوس لتعبث كثيرا - أو قليلا - بقلب زيوس؛ الذي ما يفتأ يرسل صواعقه على الإغريق من جبل «إيدا»، وليس شك في أن سيصبو زيوس حين يرى منطقة فينوس تزين خصر حيرا وتبرز مفاتن صدرها؛ فإذا عصفت به فورة التشهي، وحاول قبلة واحدة من آثر زوجاته إليه، فلا بأس من أن تمنحه إياها، ولكن لتنتهز سكرته العميقة وتسلط عليه إله النوم الجبار - الذي هو دائما في خدمتها أينما سارت - فيغرقه في سبات عميق، ويظل به يداعب أجفانه، ويعسل أحلامه حتى يكون نبتيون قد انكشف لمارس وصاحبه وأجنادهما، فيقذف الرعب في قلوبهم، ويزلزل أركانهم، ويوهي عزائمهم؛ ويختلط حابلهم بنابلهم، فيولوا مدبرين، لا يلوي أحد على أحد!

وقد أفلحت خطة حيرا.

فهذا مارس ما يكاد يلمح نبتيون حتى يذكر هذه الأيام السود التي صب عليه فيها رب البحار سوط عذابه،

2

فيخفق قلبه، وترتعد فرائصه، ويكبو زنده، وتذهب ريحه، وتنحطم شوكته ... ثم يقذفه نبتيون بسهم - وقل أن تطيش سهام نبتيون - فيصرخ إله الكريهة صرخة كريهة، وينفتل من الحلبة الحمراء موليا عقبه، ساخطا على فينوس وما يجر إليه غرام فينوس!

وولى في إثره أتباعه الطغاة، آلهة الشرور: إيريس رب الشغب، وفوبوس رب الرعب، وميتوس رب الخوف، وديميوس رب الفزع، وباللو رب الهلع ... عصبة الإجرام وشرذمة الآثام، والطغمة الباغية من أوشاب الأرباب!

وأفيق الإغريق مما حل بهم من روع ...

ونظروا فرأوا مارس وملأه مولين الأدبار، والدم يتدفق من جراحهم جميعا؛ فأفرخ روعهم وأمن سربهم، ثم لموا شعثهم، وهجموا على أعدائهم هجمة رجل واحد، فأدالوا لأنفسهم، وثأروا لكبريائهم، وانصرفوا يتفقدون جرحاهم، ويحرقون جثث قتلاهم الشهداء!

Page inconnue