69

L'histoire de Troie

قصة طروادة

Genres

فاستدعت إليها مينرفا، وخاطبتها بصدد ما قال قائد الهيلانيين، ثم اتفقتا على أن تذهب مينرفا إلى معسكر القوم فتلقى البطل المغوار أوليسيز، فما تنفك تحضه وتحرضه حتى يقوم بإلهاب عاطفة الجند، وتفتيح عيونهم على العار الأبدي الذي ينتظرهم في بلادهم، إذا عادوا إليها من غير أن يظفرهم أربابهم بأعدائهم، قانعين من الغنيمة بالإياب! بعد تسعة أعوام في دار الغربة.

وانطلقت مينرفا إلى ساحة الحرب، وكانت ترف كالسحابة البيضاء في دجنة الليل فيما بين جبل إيدا وشواطئ الهلسبنت، حتى إذا شارفت المعسكر أطلت على القوم فوجدت رؤساءهم يتحاورون فيما قال أجاممنون، ورأت إلى أوليسيز متجهما منقبض النفس مثقل الروح، يكاد ينشق من الغيظ مما سمع من كلام القائد العام الدال على الخور واليأس، واستبشرت مينرفا بما رأت من هياج أوليسيز، فهبطت عليه رحمة من السماء، وكلمته قائلة، بحيث لا يراها أحد غيره: «أوليسيز فتى إيثاكا وبطل هيلاس!

أسرعت إليك - إليك أنت - إليك يا أشجع جندي هنا، لأحذرك من أن تنخدع بكلام أجاممنون! إنها خدعة يا أوليسيز! إن القائد العام يحاول أن يسبر عزائمكم ويخبر هممكم فلا تنطل عليكم كلماته.

إنكم لم تنفروا إلى طروادة خفافا وثقالا لتغتربوا عن أوطانكم تسعة أعوام طوال ثم لتعودوا كما أتيتم! بل أضل سبيلا!

أوليسيز! ما ذنب القتلى الأجرياء الذين خضبت دماؤهم ثرى هذه الساحة، تتركونهم في حمرتين من مقابرهم؛ حمرة الدم، وحمرة الخجل مما فرطتم في حقوقهم وتهاونتم في كرامتهم؟

وما خطب السنين التسع يا أوليسيز؟

أكنتم تلعبون يوم ضحيتم بإفجنيا؟

أكنتم تلهون يوم أهدر بروتسيلوس دمه؟

وشرفكم الذي يذبح كل يوم في قصور طروادة!

واستهزاء الأمم بكم، وضحك القبائل عليكم؟!

Page inconnue