ازدحمت جحافل الهيلانيين في أوليس وانعقد المجلس الحربي لانتخاب القائد الأعلى، فاختير ابن الشمس البكر، أجاممنون، شقيق منلوس وصفيه بالإجماع.
اختير أجاممنون للقيادة العامة وإن لم يكن خير أعضاء المجلس الحربي، وكيف يكون كذلك ومن أعضاء هذا المجلس أوليسيز العظيم ملك إيثاكا، وأجاكس بطل الأبطال وفارس كل نزال، ونسطور أحكم من أشار بخطة في معمعان، وديوميدز المحارب الصنديد، إلى آخر هذه العصبة المختارة من جيرة الأولمب والسادة النجب من فرسان هيلاس.
اختير أجاممنون إذن؛ لأنه شقيق منلوس وممثله في الحرب، ثم لأنه أكبر أعضاء المجلس الحربي سنا وهو مع ذاك أحد شجعان هيلاس المعدودين. •••
انتظمت صفوف الجند وأخذوا في مران عنيف أياما معدودات، ركبوا بعدها في سفائن أسطولهم العظيم وظلوا ينتظرون إذن القائد الأعلى أمير البر والبحر بالإقلاع فتجري بهم الجواري المنشآت في موج كالجبال إلى طروادة، يحملون إليها المنايا الصفر، والغوائل السود في شفار المشرفيات البيض.
ولكن أمير البحر والبر لم يأذن لهم بالإقلاع.
ذلك أن بعض أعضاء المجلس الحربي أشار بوجوب استيحاء الآلهة عما إذا كانت حملتهم العظيمة هذه قد كتب لها الظفر والانتصار أو الهزيمة والانكسار؟ ليكونوا من أمرهم على بينة، وليكونوا أيضا قد استخاروا أربابهم فتخير لهم، واستشاروها فتخلص لهم المشورة، ويمضون بعد ذلك على بركتها وفي حراستها.
وارتقبوا نبوءة الآلهة بقلوب فارغة ونفوس مبتهلة، ومضت أيام.
ثم رأوا إلى تيرزياس كاهن المعبد يدلف نحوهم في هدأة فجر صامت فشخصت أبصارهم إليه، وظنوا فيه الظنون.
وجلس الكاهن المسن يقلب في القادة عينيه الكبيرتين وصمت لحظة، ثم قال: «أين ابن بليوس أيها الملأ؟»
ونظر القادة بعضهم إلى بعض ولم يحيروا.
Page inconnue