Histoires sur un groupe d'écrivains célèbres de l'Occident
قصص عن جماعة من مشاهير كتاب الغرب
Genres
فتاة صغيرة، أي فكاهة تلك؟!
فقلت: من الجائز، كل شيء جائز الوقوع، كم مضى من الوقت منذ خطبتك؟ - عشر سنوات.
حسنا، كتبت لها الخطاب، وكان ممتلئا بالحب والعاطفة، حتى إني كنت أحب أن أكون مكان بولزلوف، إذا كان الخطاب يصلني من أحد غير تريزا.
وقالت تريزا وقد ظهر أنها قد تأثرت تأثرا كبيرا: شكرا لك من كل قلبي، أيها الطالب، هل يمكن أن أؤدي لك أي خدمة؟ - لا شكرا. - يمكنني أن أصلح لك قمصانك وملابسك، أيها الطالب.
وقد اغتظت من كلامها، وأكدت لها باختصار أنني لا أحتاج لخدماتها، ولذلك تركتني وخرجت.
ومر أسبوعان، وبينما كنت جالسا إلى الشباك ذات مساء وأنا أصفر وأبحث عما يمكنني عمله كي أسلي نفسي؛ إذ كان الجو رديئا في الخارج، ولم أكن ميالا للخروج؛ فتح الباب فجأة وفكرت: يا للسماء! يظهر أن زائرا قد حضر ... - أيها الطالب، هل أنت مشغول جدا الآن؟
وكانت تريزا! حسنا، لقد كنت أفضل أن يكون شخصا آخر. - لا، ولماذا؟ - أريد أن تكتب لي خطابا آخر. - حسنا! لبولز. - لا، أنا أريد رده.
فتساءلت مندهشا: ماذا تقولين؟! - عذرا أيها الطالب، إني حمقاء ... لم أوضح لك نفسي، إن الخطاب ليس لي، ولكنه لأحد أصدقائي، بل معارفي فقط، وهو لا يعرف الكتابة ... وله خطيبة مثلي أنا.
نظرت إليها فخجلت، وارتجفت يداها وظهر عليها الارتباك، وظننت أني فهمت فقلت: أصغي إلي يا فتاتي، إن كل ما تذكرين لي عن نفسك وعن بولزلوف ... إلى آخره، كل هذا ليس إلا خيالا محضا، إنك تكذبين، إن هو إلا عذر تختلقينه كي تحضري إلى هنا، إنني لا أريد أن أتصل بك بعد الآن ، هل تفهمين؟
ورأيت أنها قد ارتعبت واحمر وجهها خجلا، وجاهدت كي تقول شيئا، وبدأت أشعر أنني قد ظلمتها؛ فهي بعد كل هذا لم تأت بفكرة أن تجعلني أحيد عن طريق الفضيلة، إن هناك شيئا وراء هذا، فما هو؟
Page inconnue