Histoires sur un groupe d'écrivains célèbres de l'Occident
قصص عن جماعة من مشاهير كتاب الغرب
Genres
وقد حدق روبيسبيير فيها وقال: آه! إن الكبرياء كانت دائما عيبك الوحيد، أيتها المواطنة، ثم أخذ يفكر وهو يفتح علبة عطوسه ويغلقها: «إنك تذكرين يوما من أيام الصيف منذ بضع سنين، حينما رفضت إحدى الأرستقراطيات الجميلات، وكانت تلبس الحرير بخديها الموردين كلون الشرائط التي كانت تحلي شعرها - ولاحظي أيتها المواطنة أن لي ذاكرة حسنة - مساعدة غريب رث الثياب مد لها يده لتستند إليها وهي تنزل من عربتها كي تلجأ إلى فندق صغير في الطريق. لقد كانت يدك فقط هي التي أردت لمسها حينذاك، ولكن الآن ...»
ثم قال وقد لمعت عيناه تحت حاجبيه: «... الآن أطلب أكثر من يدك!»
وحاول مرة أخرى أن يقترب منها، ولكن دنيز ردته ثانية، ثم قالت وقد أصابها عناء شديد، وتدلت رأسها على عنقها الأبيض: «إني أفضل الموت سريعا مع جاستون؛ فالفترة التي يموت الإنسان فيها قصيرة، أما الحياة فطويلة جدا، ألا دعني أموت معه ...»
وهنا علت وجه روبيسبيير ابتسامة شر، وقال وكأنه يزمجر: أهذه كلمتك الأخيرة، أيتها المواطنة ...؟
فقالت دنيز بثبات وقد حدقت بكل شجاعة في عينيه بعينيها الزرقاوين: نعم!
فصفق روبيسبيير بحدة وقال بخشونة: أيها الحرس، خذوا سجينكم ...
وقد خرج حبيب دنيز من الغرفة مسرعا، ولما وصل إلى الباب انحنى لها تحية كما كان معتادا أن يفعل في الماضي، ثم صاح: الوداع يا دنيز!
وقد التقت نظراته بنظراتها لحظة.
ثم مدت يديها كأنها تريد أن تمسك بجسمه أيضا؟ ثم قالت: إن هي إلا فترة قصيرة ثم نلتقي أي جاستون.
وكانت لا تزال تبتسم حينما أغلق الباب والتفت إليها روبيسبيير قائلا: «له القبر، أيتها المواطنة، سرير زواج مؤلم مقبض ولا شك.»
Page inconnue