Histoires sur un groupe d'écrivains célèbres de l'Occident
قصص عن جماعة من مشاهير كتاب الغرب
Genres
الجيش في تقهقر، فما على القائد إلا أن ينادي جنوده ويخطب فيهم قائلا:
فلنتقهقر بانتظام حتى لا نخسر شيئا، ولنحافظ على ذخيرتنا، حتى نصل إلى بلدة قريبة نحتمي فيها من شر الأعداء وننظم أمورنا، وسيكون طريقنا إلى هذه البلدة طريق الصحراء، وهو طريق متعب، ولكنه خير في الواقع من الوقوع في أيدي الأعداء، وما أخالكم إلا موافقين على ما حدثتكم عنه. الطريق منتشرة فيه الأديرة التي يؤمها الرهبان والراهبات، فيجب أن نستولي في طريقنا على تلك الأديرة عسانا نجد فيها شيئا من الزاد.
وافق الجند على ما قاله قائدهم، وكان واجبا أن يوافقوا؛ فالمركز حرج.
ساروا أياما في الصحراء يعانون آلام السير، ولاح لهم في أحد الأيام بناء شاهق تظهر عليه آثار القدم، وكان بسيطا كالحصون، له باب ضخم يحسبه الناظر باب مدينة، فما رأوه حتى تشجعوا ونسوا تعبهم؛ فقد عرفوا أن البناء لم يكن إلا ديرا، ربما وجدوا فيه طعاما وراحة من وعثاء السير.
وصلوا إلى الدير ففتحوه فلم يجدوا أحدا، إلا أنه بعد برهة جاءت سيدة متمنطقة بالسواد لا يظهر إلا وجهها، وسألتهم: ماذا يريدون؟
نادى الجند رئيسهم، فلما حضر أخبرته تلك السيدة أن المكان دير للراهبات، فلا يصح أن يتعرضوا لأحد بسوء، فهن نساء عزل، فأمنها القائد على حياة الراهبات وسألها شيئا من الزاد لجنده.
اطمأنت السيدة وأتتهم بما طلبوا، فجلسوا في حديقة الدير يأكلون. •••
كان الضابط في الأربعين من عمره، وكان رجلا لئيما خسيسا شهوانيا، وأراد أن يسري عن نفسه ما بها من الضجر والتعب، وحسب أنه ربما وجد من يمكنها أن تسري عنه في راهبة من راهبات الدير! يا لله! لقد بلغت به الخسة والدناءة أنه يريد أن يدنس الدير الذي تتناجى فيه الراهبات مع ربهن، حيث انقطعن للعبادة بعيدا عن مظاهر الدنيا الزائفة.
انتهز غفلة من رئيسة الدير وصعد السلم، ومنه إلى غرفة كانت فيها راهبة، لحظها وهي تطل من الشباك.
كان على الراهبة مسحة من الجمال، هي البقية الباقية بعد تعب الصلاة والسهر وتحمل آلام تلك المعيشة البسيطة، بعد أن فرت من الدنيا إلى ذلك الدير، لما رأت الشر وقد انتشر، والخطيئة وقد عمت. •••
Page inconnue