Histoires sur un groupe d'écrivains célèbres de l'Occident
قصص عن جماعة من مشاهير كتاب الغرب
Genres
أما شهقات الملكة فيزداد صوتها في الارتفاع، حتى إن الرعب يبدأ يدب في قلب ولي العهد وهو يقول: لا أريد أن يأتي الموت ويأخذني، وأنا أعرف كيف أمنعه من الدخول إلى هنا.
مروهم أن يرسلوا إلي في الحال أربعين من طوال الفرسان لكي يتولوا الحراسة هنا حول سريري، وليستعدوا بمائة مدفع عظيم، ليل نهار، بنار متأججة تحت شبابيكي.
وبعدئذ إذا أتى الموت فليأت مخاطرا بنفسه!
ولكي تسكن الطفل الملكي، تشير الملكة، وفي الحال، كان يمكن للإنسان أن يسمع المدافع العظيمة وهي تتدحرج في الردهة، وأن يرى أربعين من طوال الفرسان وقد احتملوا رماحهم الطويلة، أحاطوا بالغرفة.
وقد عرف ولي العهد أحدهم فهو يناديه: «لورين ... لورين.»
ويتقدم الجندي المسن خطوة نحو السرير: «إني أحبك يا عجوزي لورين، أرني سيفك الطويل، إذا حاول الموت أن يأخذني فستقتله، أليس كذلك؟» ويجيب لورين: «نعم يا أميري.» وتنحدر دمعتان كبيرتان على خده المجعد.
وفي هذه اللحظة يتقدم القس إلى ولي العهد، ويحدثه مدة طويلة بصوت منخفض مظهرا له الصليب، ويصغي إليه الطفل ولي العهد بنظرة عجب، ثم يقاطعه فجأة: «إني أفهم ما تقول يا سيدي الأب، ولكن ألا يمكن أن يموت صديقي بيبو بدلا مني إذا أعطي نقودا؟!»
ولكن القس يستمر في حديثه بصوت منخفض، ويزداد الطفل ولي العهد استغرابا، وإذا انتهى القس يقول ولي العهد بأنة عميقة: «إن كل ما ذكرته لي محزن جدا يا سيدي الأب، ولكن شيئا واحدا يعزيني، وهو أن هناك في جنة النعيم سأظل ولي عهد أيضا ... إني أعلم أن الله ابن عمي، ولن يغفل أن يعاملني حسب مركزي!»
ثم يضيف ملتفتا إلى والدته: «أريد أن يستحضروا لي أجمل ملابسي، أريد سترتي البيضاء المزينة بالفرو، وحذائي المصنوع من المخمل، أريد أن أتأنق لأجل الملائكة ولكي أدخل الجنة لابسا اللباس اللائق بولي العهد!»
وينحني القس للمرة الثالثة على الطفل ولي العهد ويحدثه بصوت منخفض، وعندما يستمر في الحديث يقاطعه الطفل الملكي معارضا: «ولكن في هذه الحالة ما هي الفائدة من أن يكون الإنسان ولي عهد؟»
Page inconnue