Histoires sur un groupe d'écrivains célèbres de l'Occident
قصص عن جماعة من مشاهير كتاب الغرب
Genres
وأعاد الوزير بلهجة الخطيب: «أيها السادة الأفاضل والإخوة العمال ...» ولكن صوتا يقطع عليه حبل حديثه فيتلفت حوله، ولكنه لا يرى إلا طائرا كبير الحجم، أخضر اللون، من طيور الغابة، فيهز الوزير كتفيه ويعود إلى خطبته، إلا أن الطائر يقاطعه وهو يصيح: «ما فائدة هذا؟»
فيرد الوزير وقد احمر وجهه: «ماذا تقول؟ ما الفائدة من ذلك؟» ثم يطرد هذا الطائر بحركة خفيفة من يده ويعود ثانيا إلى خطبته قائلا بأحسن لهجة: «أيها السادة الأفاضل، والإخوة العمال ...»
ولكن في نفس اللحظة، تميل عليه زهرات البنفسج وهي على سيقانها الرفيعة وتتمتم بسكون: «أيها السيد الوزير، ألا تتبين ما أجمل رائحتي؟!» وتلك المجاري المائية السائرة بين الأعشاب، لقد كانت أصواتها كموسيقى سماوية، وعلى فروع الأشجار فوق رأسه. كانت الطيور تغني له أبهج النغمات وأسرها لفؤاده.
إن الغابة الصغيرة بأكملها تتآمر لتمنعه من تحضير خطبته، ولما ثمل الوزير بالرائحة، وسحر بالموسيقى، حاول عبثا أن يقاوم هذا السرور غير العادي، فهو يتمدد بنفسه على الحشائش بكل دلال، ثم يفك أزرار سترته الموشاة، ثم يتمتم مرارا ... «أيها السادة الأفاضل، والإخوة العمال ... أيها السادة الأفاضل، والإخوة العمال ... أيها السادة والإ ...»
ثم هو يتمنى بعد ذلك الجحيم لإخوته العمال، ولا يرجو إلا أن تزيح عروس الزراعة عن نقابها لتكشف له عن جمالها.
ألا ارفعي النقاب عن وجهك يا عروس الزراعة!
وأخيرا بعد ساعة من الزمن، عندما قلق خدم الوزير على سيدهم، ذهبوا إلى الغابة الصغيرة، فرأوا منظرا جعلهم يتراجعون إلى الوراء مذعورين.
فلقد كان الوزير منبطحا على بطنه فوق الحشائش، مفتوح الصدر كأنه من الغجر ... وقد رمى سترته بعيدا عنه، وكان وهو يقرض إحدى زهرات البنفسج بين أسنانه ... يقرض الشعر أيضا!
عن «ألفونس دوديه»
عنز المسيو سيكين
Page inconnue