حضر إمامك بَين يَدي رَسُول الله ﷺ فَإِذا فاتك يَا مِسْكين الاهتداء بهدى الْعلم فَلَا يفوتنك الاهتداء بهدى الْعقل فَإنَّك إِذا استضأت بنوره خرجت من ظلمات جهلك إِلَى نور الْحق فَإِذا عرفت مَا نَقَلْنَاهُ عَن أَئِمَّة الْمذَاهب الْأَرْبَعَة من تَقْدِيم النَّص على آرائهم فقد قدمنَا لَك أَيْضا حِكَايَة الْإِجْمَاع على مَنعهم التَّقْلِيد وحكينا لَك مَا قَالَه الإِمَام أَبُو حنيفَة وَمَا قَالَه إِمَام دَار الْهِجْرَة مَالك بن أنس من ذَلِك أَو لَاحَ لَك مِمَّا نَقَلْنَاهُ قَرِيبا مَا يَقُوله الإِمَام مُحَمَّد بن إِدْرِيس الشَّافِعِي من منع التَّقْلِيد وَقد قَالَ الْمُزنِيّ فِي أول مُخْتَصره مَا نَصه اختصرت هَذَا من علم الشَّافِعِي وَمن معنى قَوْله لأقراه على من أَرَادَهُ مَعَ إِعْلَامه بنهيه عَن تَقْلِيده وتقليد غَيره لينْظر فِيهِ لدينِهِ ويحتاط فِيهِ لنَفسِهِ اه فَانْظُر مَا نَقله هَذَا الإِمَام الَّذِي هُوَ من أعلم النَّاس بِمذهب الشَّافِعِي ﵀ من تصريحه بِمَنْع تَقْلِيده وتقليد غَيره
وَأما الإِمَام أَحْمد بن حَنْبَل فالنصوص عَنهُ فِي منع التَّقْلِيد كَثِيرَة قَالَ أَبُو دَاوُد قلت لِأَحْمَد الْأَوْزَاعِيّ أتبع أم مَالك فَقَالَ لَا تقلد دينك أحدا من هَؤُلَاءِ مَا جَاءَ عَن النَّبِي ﷺ وَأَصْحَابه فَخذ بِهِ وَقَالَ أَبُو دَاوُد سمعته يَعْنِي أَحْمد بن حَنْبَل يَقُول الِاتِّبَاع أَن يتبع الرجل مَا جَاءَ عَن النَّبِي ﷺ وَأَصْحَابه من هُوَ من التَّابِعين بِخَير اه
1 / 60