وَسَاكِت عَنْهَا سكُوت تقية لمخافة ضَرَر أَو لمخافة فَوَات نفع كَمَا يكون مثل ذَلِك كثيرا لَا سِيمَا من عُلَمَاء السوء وكل عَاقل يعلم أَنه لَو صرح عَالم من عُلَمَاء الْإِسْلَام الْمُجْتَهدين فِي مَدِينَة من مَدَائِن الْإِسْلَام فِي أَي مَحل كَانَ بِأَن التَّقْلِيد بِدعَة مُحرمَة لَا يجوز الِاسْتِمْرَار عَلَيْهِ وَلَا الِاعْتِدَاد بِهِ لقام عَلَيْهِ أَكثر أَهلهَا إِن لم يقم عَلَيْهِ كلهم وأنزلوا بِهِ الإهانة والإضرار بِمَالِه وبدنه وَعرضه بِمَا لَا يَلِيق بِمن هُوَ دونه إِذا سلم من الْقَتْل على يَد أول جَاهِل من هَؤُلَاءِ المقلدة وَمن يعضدهم من جَهله الْمُلُوك والأجناد فَإِن طبائع الْجَاهِلين بِعلم الشَّرِيعَة مُتَقَارِبَة وهم لكَلَام من يجانسهم فِي الْجَهْل أقبل من كَلَام من يخالفهم فِي ذَلِك من أهل الْعلم وَلِهَذَا طبقت هَذِه الْبِدْعَة جَمِيع الْبِلَاد الإسلامية وَصَارَت شَامِلَة لكل فَرد من أَفْرَاد الْمُسلمين فالجاهل يعْتَقد أَن الدّين مَا زَالَ هَكَذَا وَلنْ يزَال إِلَى الْحَشْر وَلَا يعرف مَعْرُوفا وَلَا يُنكر مُنْكرا وَهَكَذَا من كَانَ من المشتغلين بِعلم التَّقْلِيد فَإِنَّهُ كالجاهل بل أقبح مِنْهُ لِأَنَّهُ يضم إِلَى جَهله وإصراره على بِدعَة التَّقْلِيد وتحسينها فِي عُيُون أهل الْجَهْل الازدراء بالعلماء الْمُحَقِّقين والعارفين بِكِتَاب الله وبسنة رَسُوله ﷺ ويصول عَلَيْهِم ويجول وينسبهم إِلَى الابتداع وَمُخَالفَة الْأَئِمَّة والتنقص
1 / 46