============================================================
وبعث إليه فيه يستقدمه، فلاذ منه ابن الآخمر بالشفاعة فيمه، واقتضى له كتاب أمان بخط السلطان أبي عنان، وأوفده مع الجماعة من شيوخ العلم بغرناطة، ومنهم : القاضيان بغرناطة شيخنا أبو القاسم الشريف السبتي، شيخ الدنيا جلالة وعلما ووقارا ورياسة، وإمام اللسان حوكا ونقدا، في نظمه ونثره، وشيخنا الآخر أبو البركات محمد بن محمد بن إيراهيم بن الحاج البلفيقي من أهل المرية، شيخ المحدثين، والفقهاء، والأدباء، والصوفية، والخطباء، بالأندلس، وسيد أهل العلم بإطلاق، والمتفنن في أساليب المعارف، واداب الصيحابة للملوك فمن دونهم، فوفدوا به على السلطان شفيعين على عظيم تشوقه للقائهما، فقبلت الشفاعة وأنجحت الوسيلة.
حضرت بمجلس السلطان يوم وفادتهما، سنة سبع وخمسين، وكان يوما مشهودا، واستقر القاضي المقري في مكانه باب السلطان عطلا من الولاية والجراية"(1): (1) التعريف بابن خلدون، ص 62 13
Page 71