============================================================
وبعد انتهاء المقري من مهمة السفارة لدى ابن الأحمر سلطان غرناطة، وفي آثناء رجوعه إلى المغرب، ويالتحديد حينما وصل مالقة بدا له البقاء في الأندلس، والعدول عن العودة إلى المغرب، وترك خدمة أبي عنان، والتفرغ للعبادة ونشر العلم، فاستقر في غرناطة في المدرسة النصرية، فأثار ذلك حفيظة أبي عنان، فبعث إليه يتهدده ويتوعده، وينكر على الغني بالله محمد الخامس بن الأحمر تمسكه به، وأخيرا شفع له ابن الأحمر، واستحصل له على خطاب أمان من آي عنان، فعاد المقري إلى المغرب، وبعث معه ابن الأحمر عالمي الأندلس: قاضي الجماعة بغرناطة أبا القاسم الشريف السبتى (ت 760ه)، والفقيه المحدث أبا البركات محمد بن الحاج البلفيقي (ت770ه)(1)، فقبلت الشفاعة، وكان هذا عام 757ه.
وقد حضر ابن خلدون هذه الحادثة، وكان موجودا في مجلس ابي عنان يوم قدم عالما الأندلس ومعهما المقري، فقال يصف ذلك: ((ثم بعثه في سفارة إلى الأندلس، فامتنع من الرجوع، وقام السلطان في ركائبه، ونكر على صاحب الأندلس ابن الاحمر تمسكه به، بهزية آبي الحسن ومن معه. وقد أورد صاحب نفح الطيب عدة رسائل بعثها آمراء غرناطة إلى سلاطين بني مرين من إنشاء لسان الدين الخطيب يستنهضهم في الدفباع عن الأندلس.
انظر: نفح الطيب/4.4 446، المغرب عبر التاريخ، 49/2 (1) انظر : التعريف بابن خلدون، ص 13، وقد أورد المقرى (الحفيد) في نفح الطيب الرسائل التى وجهها الغنى بالله بن الآحمر إلى أبي عنان في الشفاعة للمقري : انظر : تفح الطيب، 210/5 214؛ كناسة الدكان، ص 153 -
Page 70