Les Fondements des Croyances

Al-Ghazali d. 505 AH
80

Les Fondements des Croyances

قواعد العقائد

Chercheur

موسى محمد علي

Maison d'édition

عالم الكتب

Numéro d'édition

الثانية

Année de publication

١٤٠٥هـ - ١٩٨٥م

Lieu d'édition

لبنان

فَيجب إجراؤه على الظَّاهِر الْقسم الرَّابِع أَن يدْرك الْإِنْسَان الشَّيْء جملَة ثمَّ يُدْرِكهُ تَفْصِيلًا بالتحقيق والذوق بِأَن يصير حَالا ملابسا لَهُ فيتفاوت العلمان وَيكون الأول كالقشر وَالثَّانِي كاللباب وَالْأول كَالظَّاهِرِ وَالثَّانِي كالباطن وَذَلِكَ كَمَا يتَمَثَّل للْإنْسَان فِي عينه شخص فِي الظلمَة أَو على الْبعد فَيحصل لَهُ نوع علم فَإِذا رَآهُ بِالْقربِ أَو بعد زَوَال الظلام أدْرك تفرقه بَينهمَا وَلَا يكون الْأَخير الأول بل هُوَ إستكمال لَهُ فَكَذَلِك الْعلم وَالْإِيمَان والتصديق إِذْ قد يصدق الْإِنْسَان بِوُجُود الْعِشْق وَالْمَرَض وَالْمَوْت قبل وُقُوعه وَلَكِن تحَققه بِهِ عِنْد الْوُقُوع أكمل من تحَققه قبل الْوُقُوع بل للْإنْسَان فِي الشَّهْوَة والعشق وَسَائِر الْأَحْوَال ثَلَاثَة أَحْوَال مُتَفَاوِتَة وإدراكات متباينة الأول تَصْدِيقه بِوُجُودِهِ قبل وُقُوعه وَالثَّانِي عِنْد وُقُوعه وَالثَّالِث بعد تصرمه فَإِن تحققك بِالْجُوعِ بعد زَوَاله يُخَالف التحقق بِهِ قبل الزَّوَال وَكَذَلِكَ من عُلُوم الدّين مَا يصير ذوقا فيكمل فَيكون ذَلِك كالباطن

1 / 130