ودخل أبو العباس فحيا، وجلس بين يدي أبيه وخلى بينهما يحيى بن علي فحيا وانصرف.
قال الموفق لولده أبي العباس: «ما وراءك يا أحمد؟ لقد كنت على أن أرسل إليك الساعة لتتهيأ للرحلة في جيشك إلى خراسان وبلاد الجبل؛ فإن أمرا ذا بال ينتظرك هناك.»
قال أبو العباس: «خراسان وبلاد الجبل؟»
قال الموفق: «نعم، أفتراك قد استبعدت الشقة؟
66
لقد أنبئت أن جيشك على الأهبة ، وإنك يا أبا العباس لأهل لما تنتدب له.»
قال أبو العباس: «يا أبت!»
قال أبوه وفي نظرته جد صارم: «ماذا؟»
قال: «فإن ابن أبي الساج على الفرات ينتظر المدد؛ ليبلغ من خمارويه بن طولون شفاء نفسه وشفاء نفس الدولة، ولم يبق بينه وبين النصر إلا غلوة سهم.»
67
Page inconnue