وفي الدور الأسفل التقى أحمد بفوزي، وأراد فوزي أن يصعد إلى الدور الأعلى، ولكن أحمد قاده إلى غرفة مكتبه التي كانا يجلسان بها، وما كاد الصديقان يجلسان، حتى قال أحمد في تسرع وفي حسم: فوزي، أريدك أن تطلق هناء.
وفغر فوزي فاه من الدهشة، ثم تمالك أمر نفسه وقال: ماذا؟ - أريدك أن تطلق هناء. - هكذا! بهذه السهولة؟! - نعم. - وإذا رفضت؟!
وأخذ أحمد من الطريقة التي يحادثه بها فوزي، ولكنه صبر نفسه وقال: لا أظنك ترضى أن تعيش مع زوجة تكره العيش معك.
ودخلت سهير الحجرة في هدوء، وقام فوزي فلم تبال قيامه، وجلست على أقرب كرسي، وجلس فوزي هو الآخر قائلا: ما هذا الكلام الذي يقوله أحمد يا نينا؟
لم تستطع سهير أن ترد عن قلبها تلك الغصة التي تحسها كلما سمعته يقول «يا نينا»، ولكنها أغضت على السوء وقالت: ماذا قال أحمد؟ - قال إنه يريدني أن أطلق هناء.
فقالت الأم في هدوء: لا، هذا غير صحيح، إنه لا يريدك أن تطلق هناء، ولكن هناء تريدك أن تطلقها. - ماذا؟
فقال أحمد في غضب: ماذا؟ ماذا؟ إن الأمر كما سمعت ... ألم تكن تتوقعه.
وقال فوزي في هدوء: الواقع أنني لم أكن أتوقعه.
فقالت الأم: على كل حال توقعك لا يجدي شيئا، ما رأيك الآن؟
وصمت فوزي بعض الحين، ثم قال: أيمكن أن أكلمك على انفراد؟
Page inconnue