وتلعثم حسين، بينما استطرد سيد قائلا: قل يا أخي.
وازدادت لعثمة حسين، واشتعلت رغبة السيد في أن يعرف تفاصيل هذه العلاقة، كان يريد أن يعرف تفاصيل كل وشيجة من هذه العلاقة، ولم يجد غير مركزه الديني يركبه، ليصل إلى ما يريد، قال السيد ضائقا: قل يا أخي، فكل إنسان عرضة للخطأ، ولكن الإصرار على الخطأ هو الشرك والكفران.
قال حسين في تردد: لا شيء يا سيد، لا شيء إلا ... - هيه، إلا ماذا؟ - بوسة.
وقال سيد وقد اتسعت عيناه، وجف ريقه، وسرت في دمائه نشوة ثائرة: بوسة؟ أين؟
وتمالك حسين أمر نفسه بعض الشيء وهو يقول: في خدها. - لا! أنا أقصد أين كنتما حينذاك؟ - أتعتقد أن لمكان وجودنا شأنا كبيرا من الناحية الدينية؟
وآن للسيد أن يتلعثم بعض الشيء وهو يقول: لا، لا طبعا، وإنما ... أحب أن أعرف المكان، وسأخبرك لماذا. - في الذرة.
وقال محمد: وقعت يا بطل.
وصاح سيد في لهجة ظافرة: آه، أرأيت! لم تكن قبلة على الخد إذن، لقد كانت قبلة في الفم، في صميم الفم يا أستاذ، الذرة لا يذهب إليها من يريد قبلة على الخد، هيه ما قولك؟! - والله يا سيد مرة واحدة فقط، وتبت بعدها ورجعت إلى الله. - هذا حرام يا حسين، لا بد أن تتوب إلى الله، وترجع إلى الله، لا حول ولا قوة إلا بالله، إنا لله وإنا إليه راجعون، لماذا يا حسين؟ لماذا؟ وماذا فعلت معها؟ - ماذا؟ - ماذا فعلت معها؟ لعلك إن شرحت لي استطعت أن أطمئنك أنك لم ترتكب إلا اللمم، وحسابه عند الله يسير!
اشرح لي يا حسين، اشرح لي بالتفصيل.
وراح حسين يشرح، وكلما أغفل هنة نبهه إليها السيد في يقظة صاحية، لا يني عن القول كلما توقف حسين ليلتقط أنفاسه «يا سلام»، ودون أن يحس حسين يجيب في ذهول نشوان «والله».
Page inconnue