232

============================================================

القانسون في الاحاطة فهو جاهل، ومن تقدم لما ليس له به علم فهو كذاب. وقد سمعت قديما بعض المدرسين يفتخر ويقول: "انا الذي لا أقف أبدا، إن لم أجد جوابا شغلت السائل بالبحث في سؤاله" وهذا بلاء عظيم، اجتمع فيه الجهل واللدد، والكبر والرضى عن النفس، نسال الله العافية.

ومنها إن تعدد الدرس أن يرتب، فيقدم الأشرف الأهسم، فيبدا بتفسير القرآن، ثم بالحديث، ثم بأصول الدين، ثم بأصول الفقه، ثم بالمذهب، ثم بالخلاف، أو النحو أو الجدل، وفير ذلك.

(من تصدر قبل أوانه تعرض لهوانه) ومنها أن لا ينتصب لهذا الأمر، حتى يكون أهلا له محققا للفن الذي يريسد الخوض فيه، مع ذكاء النفس وحصافة1 الرأي، قال تعالى: ولا تقف ما ليس لك به علم *2 وقال النبي (المتشبع بما لم يعط كلابس ثوبي زوي3 وقال الشبلي : "من تصدر قبل أوانه فقد تصدى لهوانه" وقال أبو حنيفة: "من طلب الرياسة في غير حينه لم يزل في ذل ما بقي".

وقال قائلهم: سيه تسى بالفقيه المدرس تصدر للتدريس كل مهوس ببيت قديم شاع في كل مچلس فحق لأهل العلم أن يتمثلوه كلاها وحتى سامها كل مفلس لقد هزلت حتى بدا من هزالسها - ورد في ج: وخصاية.

2- الاسراء: 36.

3- أحرحه مسلم في كتاب اللباس والزنا، باب: النهي عن الستزوير في اللباس وغيره والتشبع ما لم يعط. وأخرحه الطبراني في الصغير: 439.

Page 334