إن ذلك ليشجي ويغيظ، وإنه ليبعث في النفس قنوطا ليس وراءه رجاء. فلولا ربة الشعر لهتف الشاعر: على الدنيا السلام، واستحب الحمام. ولكنها تعزية بوحيها، فتستوقفه في الباب متفلسفا ومجاملا. إلا أنه ما جامل في شعره، على ما أظن، غير الموت :
أنا أهواك غير أني لا أرضاك
تأتي بالكره والإجبار
ولكم رمت أن أزورك لكن
خفت أن تشتكي الأذى من مزاري
إن ربة الشعر لتعزيه بالحياة فتفتح له أبوابا جديدة، فيلجها مبتهجا، وقد نسي كل ما به، فينظم القصائد وليس فيها غير مرهم لجروحه، كقصيدته «فتنة الجمال»، وينظم غيرها، وفيها الجديد المبتكر، مثل تلك القصيدة الشعشاعة التي تمثله برغوثا في ثوب إحدى النساء.
أنال منها بغيتي
بالرغم من حجابها
ألثمها من فرعها
لمنتهى كعابها
Page inconnue