ولكن قلبًا بين جنبي ماله ... مدىً ينتهي بي في مراد أحده
يرى جسمه يكسى شفوفًا تربه ... فيختار أن يكسى دروعًا تهده
يكلفني التهجير في كل مهمه ... عليقي مراعيه وزادي ربده
وأمضى سلاح قلد المرء نفسه ... رجاء ابي المسك الكريم وقصده
هما ناصرا من خانه كل ناصر ... وأسرة من لم يكثر النسل جده
أنا اليوم من غلمانه في عشيرة ... لنا والد منه يفديه ولده
فمن ماله مال الكبير ونفسه ... ومن ماله در الصغير ومهده
نجر القنا الخطي حول قبابه ... وتردي بناقب الرباط وجرده
ونمتحن النشاب في كل وابل ... دوي القيس الفارسية رعده
فإلا تكن مصر الشرى أوعرينه ... فإن الذي فيها من الناس أسده
سبائك كافور وعقيانه الذي ... بصم القنا لا بالأصابع نقده
جلاها حواليه العدو وغيره ... وجر بها هزل الطراد وجده
ابو المسك لا يفنى بذنبك عفوه ... ولكنه يفنى بعذرك حقده
فيا أيها المنصور بالجد سعيه ... ويا أيها المنصور بالسعي جده
تولى الصبا عني وأخلفت طيبه ... وما ضرني لما رأيتك فقده
لقد شب في هذا الزمان كهوله ... لديك وشابت عند غيرك مرده
ألا ليت يوم السير يخبر حره ... فتسأله والليل يخبر برده
وليتك ترعاني وحيران معرض ... فتعلم أني من حسامك حده
وأني إذا باشرت أمرًا أريده ... تدانت أقاضيه ولان أشده
وما زال أهل الدهر يشتبهون لي ... إليك فلما لحت لي لاح فرده
يقال إذا أبصرت جيشًا وربه ... أمامك ملك رب ذا الجيش عبده
وألقى الفم الضحاك أعلم انه ... قريب بذي الكف المفداة عهده
فزارك مني من إليك اشتياقه ... وفي الناس إلا فيك وحدك زهده
يخلف من لم يأت دارك غاية ... ويأت فيدري أن ذلك جهده
فإن نلت ما أملت منك فربما ... شربت بماء يعجز الطير ورده
ووعدك فعل قبل وعد لإنه ... نظير فعال الصادق القول وعده
وكن في اصطناعي محسنًا كمجرب ... يبن لك تقريب الجواد وشده
إذا كنت في شك من السيف فابله ... فإما تنفيه وإما تعده
وما الصارم الهندي إلا كغيره ... إذا لم يفارقه النجاد وغمده
وإنك للمشكور في كل حالة ... ولو لم يكن إلا البشاشة رفده
وكل نوال كان أو هو كائن ... فلحظة طرف منك عندي نده
واني لفي بحر من الخير أصله ... عطاياك أرجو مدها وهي مده
وكل رغبتي في عسجد أستفيده ... ولكنها في مفخر أستجده
يجود به من يفضح الجود جوده ... ويحمده من يفضح الحمد حمده
فإنك ما مر النحوس بكوكب ... فقابلته إلا ووجهك سعده
وقال يمدح أبا عبيدة بن يحيى البحتري المنبجي:
أريقك أم ماء الغمامة أم خمر ... بفي برود وهو في كبدي جمر
إذا اغصن أم ذا الدعص أم أنت فتنة ... وذيا الذي قبلته البرق أم ثغر؟
رأت وجه من أهوى بليل عواذلي ... فقلن نرى شمسًا وما طلع الفجر
رأين التي للسحر من لحظاتها ... سيوف ظباها من دم ابدًا حمر
تناهى سكون الحسن في حركاتها ... فليس لراء وجهها لم يمت عذر
إليك ابن يحيى بن الحسين تجاوزت ... بي البيد عنس لحمها والدم الشعر
نضحت بذكراكم حرارة قلبها ... فسارت وطول الأرض في عينها شبر
إلى ليث حرب يلحم الليث سيفه ... وبحر ندى في جوده يغرق البحر
فتىً كل يوم يحتوي صلب ماله ... رماح المعالي لا الردينية السمر
تباعد ما بين السحاب وبينه ... فنائلها قطر ونائله غمر
ولو تنزل الدنيا على حكم كفه ... لأصبحت الدنيا وأكثرها نزر
أراه صغيرًا قدرها عظم قدره ... فما لعظيم قدره عنده قدر
متى ما يشر نحو السماء بوجهه ... تخر له الشعرى وينخسف البدر
يرى القمر الأرضي والملك الذي ... له الملك بعد الله والمجد والذكر
كثير سهاد العين من غير علة ... يؤرقه فيما يشرفه الفكر
له منن تفني الثناء كأنما ... به؟ أقسمت أن لا يؤدي لها الشكر
1 / 39