إذا غزت أعاديه بمسألةٍ ... فقد غزته بجيش غير مغلوب
أو حاربته فما تنجو بتقدمةٍ ... ممّا أراد ولا تنجو بتجبيب
أضرت شجاعته أقصى كتائبه ... على الحمام فما موتٌ بمرهوب
قالو هجرت إليه الغيث قلتُ لهم ... إلى غيوث يديه والشآبيب
إلى الذي تهب الدولات راحته ... ولايمنّعلى آثار موهوب
ولا يروع بمقدور به أحدًا ... ولا يفزّع موفورا ًبمنكوب
بلى يروع بذي جيش يجدّله ... ذا مثله في أحم النقع غريب
وجدت أنفع مالٍ كنت أذخره ... ما في السوابق من جريٍ وتقريب
لمّا رأين صروف الدهر تغدر بي ... وفين لي ووفت صمُّ الأنابيب
فتن المهالك حتّى قال قائلها ... ماذا لقينا من الجرد السراجيب
تهوي بمنجردٍ ليست مذاهبه ... للبس ثوب ومأكولٍ ومشروب
يرى النجوم بعيني من يحاولها ... كأنها سلبٌ في عين مسلوب
حتى وصلت إلى نفس محجبة ... تلقى النفوس بفضلٍ غير محجوب
في جسم أروع صافي العقل تضحكه ... خلائق الناس غضحاك الأعاجيب
فالحمد قبل له والحمد بعد لها ... وللقنا ولإدلاجي وتأويبي
وكيف أكفر يا كافور نعمتها ... وقد بلغنك بي يا كلّمطلوبي
يا أيها الملك الغاني بتسميةٍ ... في الشرق والغرب عن وصفٍ وتلقيب
أنت الحبيب ولكنّي ألوذبه ... من أن أكون محبًا غير محبوب
وقال يمدح كافورًا أيضًا
أغالب فيك الشوقَ والشوقُ أغلب ... وأعجب من ذا الهجر والوصل أعجب
أما تغلط الأيام في بأن أرى ... بغيضًا تنائي أو حبيبًا تقرب
ولله سيري ما أقل تئية ... عشية شرقي الحدالى وغرب
عشية أحفى الناس بي من حفونه ... وأهدي الطريقين الذي أتجنب
وكم لظلام الليل عندك من يد ... تخبر أن المانوية تكذب
وقاك ردى الأعداء تسري اليهم ... وزارك فيه ذو الدلال المحجب
ويوم كليل العاشقين كمنته ... أرقب فيه الشمس أيان تغرب
وعيني إلى أذني أغر كأنه ... من الليل باق بين عينيه كوكب
له فضلة في جسمه عن إهابه ... تجيء على صدر رحيب وتذهب
شققت به الظلماء أدني عنانه ... فيطغى وأرخيه مرارًا فيلعب
وأصرع أي وحش قفيته به ... وأنزل عنه مثله حين أركب
وما الخيل إلا كالصديق قليلة ... وان كثرت في عين من لا يجرب
إذا لم تشاهد غير حسن شياتها ... وأعضائها فالحسن عنك مغيب
لحا الله ذي الدنيا مناخًا لراكب ... فكل بعيد الهم فيها معذب
ألا ليت شعري هل أقول قصيدة ... فلا أشتكي فيها ولا أتعتب
وبي ما يذود الشعر عني أقله ... ولكن قلبي يا ابنة القوم قلب
وأخلاق كافور إذا شئت مدحه ... وان لم أشأ تملي علي فأكتب
إذا ترك الإنسان أهلًا وراءه ... ويمم كافور فما يتغرب
فتى يملأ الأفعال رأيًا وحكمةً ... ونادرة أحيان يرضى ويغضب
إذا ضربت بالسيف في الحرب ... تبينت أن السيف بالكف يضرب
تزيد عطاياه على الغيث كثرة ... وتلبث أمواه السحاب فتنضب
أبا المسك هل في الكأس فضل أناله ... فإني أغني منذ حين وتشرب
وهبت علة مقدار كفي زماننا ... ونفسي على مقدار كفيك تطلب
إذا لم تنط بي ضيعة أو ولاية ... فجودك يكسوني وشغلك يسلب
يضاحك في ذا العيد كل حبيبه ... حذائي وأبكي من أحب وأندب
أحن إلى أهلي وأهوى لقاءهم ... واين من المشتاق عنقاء مغرب
فإن لم يكن إلا أبو المسك أوهم ... فإنك أحلى في فؤادي وأعذب
وكل امرئ يولي الجميل محبب ... وكل مكان ينبت العز طيب
يريد بك الحساد ما الله دافع ... وسمر العوالي والحديد المذرب
ودون الذي يبغون مالو تخلصوا ... إلى الموت منه عشت والطفل أشيب
إذا طلبوا جدواك أعطوا وحملوا ... وإن طلبوا الفضل الذي فيك خيبوا
ولو جاز أن يحووا علاك وهبتها ... ولكن من الأشياء ما ليس يوهب
وأظلم أهل الظلم من بات حاسدًا ... لمن بات في نعمائه يتقلب
1 / 33