169

Nur

النور لعثمان الأصم

Genres

قيل له: بلى. ولكن أصل ذلك هو من الارتفاع والإشراف المعقولين، اللذين وصفناهما.ووصفوا بذلك السيد، من هذا المعنى، توسعا. وأرادوا به أرفع من غيره وأشرف. فلما كان أصل هذا المعنى، لا يجوز على الله، لم يجب أن يوصف به الله عز وجل. ولو وجدنا في صفاته تعالى شيئا من هذا، لحملناه على المجاز، دون الحقيقة .

فإن قال: أفليس العلو في اللغة، قد يكون بمعنى الارتفاع، وعلو المكان؟

قيل له: بلى. وليس هذا من المعنى الذي وصفنا الله تعالى، بأنه علي. وإنما وصفناه بذلك، على وجه ما ذكرنا.

فإن قال: أفليس قد قال الله تعالى: { رفيع الدرجات ذو العرش } ؟

قيل له: بلى.

وقوله: { رفيع الدرجات } إنما هو للدرجات. وليس بصفة الله تعالى. والدرجات هي غير الله. فدرجات الله رفيعة والله لا يوصف، بأنه رفيع. ولو وجدنا ذلك في صفاته، لما كان معنى ذلك إلا مجازا، دون الحقيقة.

مسألة:

قال أبو محمد: العلي: هو العالي المنزلة. وبالله التوفيق.

الباب الحادي عشر والمائتان

في ذكر العظيم

معنى قولنا: الله عظيم: أنه عظيم الشأن والمنزلة. وقد سمى الله تعالى نفسه، بأنه عظيم. فقال: { وهو العلي العظيم } والعظيم على وجهين:

عظيم على الحقيقة. وهو عظيم على ما يجوز مثل قول الله تعالى: { فكان كل فرق كالطود العظيم } وقوله لرسوله صلى الله عليه وسلم: { وإنك لعلى خلق عظيم } وقال: { عذاب يوم عظيم } .

مسألة:

فإن قال: فما الدليل على أنه تعالى عظيم؟

قيل له: علوه على الأشياء. وقهره للأرض والسماء، وما بينهما من جميع الأشياء، ودليل على عظمة الله تعالى العلي الأعلى.

مسألة:

قال الشيخ أبو محمد: العظيم: هو المستحق أن يعظم.

وكذلك الكبير والجليل. وهو العظيم الشأن. وكل شيء دونه صغير فقير. وبالله التوفيق.

الباب الثاني عشر والمائتان

Page 169