المسألة الخامسة : وقد تبغي المحقة فتكون باغية بعد أن كانت محقة وذلك إذا رجعت الباغية عليها عن بغيها وأذعنت للحق ولو باكراه كما مر ولم ترض الفئة التي كانت محقة بل أرادت أخذ زايد عن حقها أو أرادت قتلا لا يحل أو أرادت شيئا باطلا دون حقها فينعكس الحال بجواز القتال والدفاع عنها وأن ليس من معين لها ومعنى انعكاس الحال أن يحل لها القتال ولمن يعينها بعد أن كان حراما عليها وعلى من يعينها وذلك أنها لما كانت باغية لا يحل لها القتال ولا لمن يعينها ولما أذعنت جاز لها ولمعينها وحرم على الأخرى ومعينها إذ لم تقبل من الأولى وقد أنصفت لها ومن أعان باغيا فهو باغ يحل قتاله ولو أعانه بماله وأولاده وعبيده أو قواه بأي قوة كانت أو حرسه في حصنه . وسئل الشيخ السالمي رحمه الله عمن حرس البغاة في حصونهم بما نصه قال :
( ما القول يا أعلى الخليقة منزلا وأتممهم بدرا وأطيب منهلا )
( عبد الإله السالمي إمامنا أكرم به من مرشد كل الملا )
( قد جاء للدين الحنيف مجددا ومسددا لما رآه تخللا )
( فعناية من ربنا ايجاده كانت لأمة أحمد أن تجهلا )
( يا من يروم بلوغ مجد حله من ذا يروم سباقه فيحصلا )
( فاقنع بجهلك واعترف بالنقص لا تعدو محلك أن ذلك أكملا )
( في مسلم تربت يداه ولم يجد سببا إلى نيل اللجين ومأكلا )
( قد جاء إلى الجبار يدفع فقره ويزيل داء العدم منه والبلا )
( فلجأ إلى الجبار عند جنوده جهرا ونادى حارسا بين الملا )
( بعد اعتقاد منه لا يرفع من قد قام بالحق وقاد الجحفلا )
( هل ذا اعتقاد نافع يحمي وهل ينفعه عند الحساب يوم لا )
( هذا وهل يعذر عند الناس أن أظهر هذا القول كي لا يخذلا )
( وأفتي الذي عقد الولاية عنده هل قاطع هذا الأسباب الولا )
( فامدني من بحر علمك قطرة أحيى بها متقربا عند الملا )
( وأنظر لها نظر المؤدب عيبها واجعلها في كير التهذب والجلا )
Page 76