أنا تلك الآلة، وما أخطأت نبوءتي خلال خمسين عاما في هذا الوادي. أقول لك يا دكتور، إني أشم رائحة البارود، وأسمع لعلعة الرصاص، العاصفة قريبة، إن هذه الضيعة بالبارود حبلى، وكلنا يلعب بالكبريت. نحن جالسون على فوهة بركان، ولا ندري متى ينفجر. إن النفوس حاقدة، والصدور تغلي، ويا خرابك يا وادي الأرز، إذا اصطدم نظر بنظر (زليخة تدخل في يدها فك الجرة المكسورة) ، أنا مهمومة على وسيم الغالي .
الدكتور :
كل غال يجلب الهم.
زليخة :
هذا فك الجرة التي كسروها (ترجع للبكاء) .
أم وسيم :
قلت لك: اختفي (تفعل)، (للدكتور)
لو أن أحدا من رجالنا رأى هذه الجرة المكسورة، لتكسر قبل مطلع الفجر ألف ضلع وجمجمة، وقاك الله يا وسيم شر الأعداء. ماذا أفعل بوحيدي! خذه معك إلى كرانبلا يا دكتور، ولكن لا؛ إذ إن من «الجماعة» أناسا هناك. قل لي ماذا أفعل بوسيم؟ إن بيت الحمصي يكادون ينهشونه بعيونهم، ما أوجع أن أسلخه عني، ولكني سأرمي به إلى الغربة مخافة أن يفتكوا به، كما فتكوا بأبيه؛ ما ربيت وسيم؛ ليكون مرمى رصاص بيت الحمصي. (يدخل نبهان آغا - مختار الضيعة، ووراءه ولده أسعد آغا، فينحنحان بانتظار أن يلقى عليهما السلام.)
أم وسيم :
مساء الخير يا سيدي نبهان آغا، وأنت أيضا يا سيدي أسعد آغا.
Page inconnue