130

Sélection des Pensées pour l'Éclaircissement des Fondements des Récits en Expliquant les Significations des Traditions

نخب الأفكار في تنقيح مباني الأخبار في شرح معاني الآثار

Enquêteur

أبو تميم ياسر بن إبراهيم

Maison d'édition

وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية

Numéro d'édition

الأولى

Année de publication

1429 AH

Lieu d'édition

قطر

قوله: "فجعل الماء" جعل هذه من أفعال المقاربة؛ لأنه بمعني شرع، ولا يكون خبره إلَّا مضارعا مجردا من "أن".
قوله: "فإذا" للمفاجأة.
قوله: "حسبكم" أي يكفيكم نزح الماء الذي فيه، ويجوز أن يكون مبتدأ محذوف الخبر، وبالعكس.
واستدل به أصحابنا أن البئر إذا مات فيها آدمي وما يقاربه في الجثة لا يطهر إلَّا بنزح جميع مائها، ودل هذا أيضًا أن القلتين يتنجس وإنْ لم يتغير؛ لأن ماء زمزم كان أكثر من قلتين بلا خلاف.
ص: وما قد حدثنا حسين بن نصر، ثنا الفريابي، ثنا سفيان، أخبرني جابر، عن أبي الطفيل قال: "وقع غلام في زمزم فنزفت".
ش: الفريابي هو محمَّد بن يوسف، روى له الجماعة.
وسفيان هو الثوري.
وجابر هو ابن يزيد بن الحارث الجُعفي، فيه مقال.
وأبو الطفيل عامر بن واثلة الليثي الصحابي ﵁.
ورواه الدارقطني (١) أيضًا وفي روايته: "فنزحت" موضع: "فنزفت".
ورواه البيهقي أيضًا في "سننه" (٢) و"المعرفة" (٣): ثم تكلم في جابر الجعفي.
قلت: قال ابن عدي: للجعفي حديث صالح، وقد روي الثوري عنه وقد احتمله الناس ورووا عنه. وعن شعبة: هو صدوق في الحديث.
ولئن سلمنا ما قاله البيهقي فإن نزح زمزم قد روي من طريق آخر صحيح وهو الرواية السابقة التي أخرجها الطحاوي وابن أبي شيبة.

(١) "سنن الدارقطني" (١/ ٣٣ رقم ٢).
(٢) "سنن البيهقي الكبرى" (١/ ٢٦٦ رقم ١١٨٣).
(٣) "معرفة السنن والآثار" (١/ ٣٣٢ رقم ٤٠٥).

1 / 130