Nuances dans le Coran

Ibn Faddal Qayruwani d. 479 AH
184

Nuances dans le Coran

النكت في القرآن الكريم (في معاني القرآن الكريم وإعرابه)

Chercheur

د. عبد الله عبد القادر الطويل

Numéro d'édition

الأولى

Année de publication

١٤٢٨ هـ - ٢٠٠٧ م

وقد قيل في معنى القراءة الأولى: إن هذا نزل في (نمرود بن كوش بن كنعنان) حين اتخذ التابوت وأخذ أربعة من النسور فأجاعها أيامًا وعلق فوقها لحما وربط التابوت إليها فطارت النسور بالتابوت، وهو ووزيره فيه إلى أن بلغت حيث شاء الله تعالى، فظن أنه بلغ السماء، ففتح باب التابوت من أعلاه فرأى بعد السماء منه فهاله الأمر، فصوب النسور وسقط التابوت، وكانت له٨ وجبة فظنت الجبال أنه أمر نزل من السماء فزالت عن مواضعها لهول ذلك. فالمعنى على هذا: وإنه كان مكرهم لتزول منه الجبال، أي: قد زالت: وفي التأويل الأول: همت بالزوال، ويروى أن عمر وعليًا ﵄ قرءا: ﴿وَإِنْ كَانَ مَكْرُهُمْ لِتَزُولَ مِنْهُ الْجِبَالُ﴾، فهذا يدل على التأويل الأول ويدل عليه أيضًا قوله: ﴿تَكَادُ السَّمَاوَاتُ يَتَفَطَّرْنَ مِنْهُ وَتَنْشَقُّ الْأَرْضُ وَتَخِرُّ الْجِبَالُ هَدًّا﴾ [مريم: ٩٠]، أي: إعظامًا لما جاؤوا به. ﴿ومن سورة الحجر﴾ * * * قوله تعالى: ﴿الر تِلْكَ آيَاتُ الْكِتَابِ وَقُرْآنٍ مُبِينٍ﴾ [الحجر: ١] جر ﴿قُرْآنٍ﴾؛ لأنه معطوف على ﴿الْكِتَابِ﴾ تقديره: تلك آيات الكتاب وآيات قرآن مبين. وأجاز الفراء الرفع على تقدير: وهو قرآن مبين، أو يكون معطوفًا على آيات، وأجاز النصب على المدح وأنشد: إلى الملك القرم وابن الهمام وليث الكتيبة في المزدحم وذا الرأي حين تغم الأمور بذات الصليل وذات اللجم وزعم أن المدح تنصب نكرته ومعرفته، أما قوله (معرفته) فصحيح)، وأما (نكرته) فإن أصحابنا لا يجيزون ذلك، لأنه لا يمدح الشيء الذي لا يعرف، وإنما يمدح ما يعرف، والنكرة مجهولة فلذلك امتنع.

1 / 277