Vouloir C’est pouvoir
أي: الإرادة هي المقدرة، فإذا تزوج فتى من غير من يحب فإنه بالطبع يريد أن لا يهنأ معها، وأن يعذبها من غير ذنب فيقدر ولا شك على ذلك، والمثل بالمثل مع الفتاة، وذلك ظلم بين من الأهل لا يغتفر.
وهذه العادة كثيرة الشيوع بين أفراد الأسرة الواحدة أو بين الأصحاب، يكون لأحدهم ابن فبمجرد ما تولد ابنة أخيه أو ابنة صاحبه يتفقون على أن المولودة الجديدة هذه من نصيب الصبي فلان عندما يكبر ويأخذون العهود والمواثيق على ذلك، وربما ربي الصبي تربية غير التي نشأت عليها الفتاة أو رأى أخرى أعجبته وهنالك الطامة الكبرى؛ أنت لا تأكل مكرها ولا تنام مكرها فلم تزوج ابنك أو ابنتك بالقصر والإجبار؟ ربما كان من يختاره الأهل أجمل وأغنى ولكنه في حال البغض يكون كأنه أقبح خلق الله وأفقرهم، على أن الجمال والغنى ليسا من شروط الوفاق بخلاف الرغبة فهي داعية له.
فنتيجة شقاء الزوجين وعدم الوفاق بينهما مقدماتها الأسباب التي شرحت قبل، وهي: (1)
جهل أحد الزوجين بالآخر. (2)
زواج مختلفي الطباع كعالم وجاهلة وبالعكس، أو غني وفقيرة، ومختلفي الدين والبلد. (3)
الطمع في الغنى بغير نظر إلى الأخلاق. (4)
الزواج القسري. (5)
تأويل الدين الحنيف على غير ما أريد منه في أحكام الزواج والطلاق.
وهذه الأسباب كلها شعب لأصل واحد هو عدم الحكمة، فإذا روعيت شروط الحكمة والتحري قبل الزواج فقل أن نرى هذا الشقاء المخيم على البيوت المصرية الهادم لمعنى الزوجية، وخير للفتاة والفتى أن يعيشا أعزبين من أن يتزوجا بثالث أيضا هو البؤس والعذاب. (7) تعدد الزوجات أو الضرائر
Page inconnue