البابُ الثَّاني
نهايةُ التَّدريبِ نظمُ غايةِ التَّقريبِ
كثرتِ المنظوماتُ في العلومِ الشَّرعيَّةِ ما بينَ مُطوَّلٍ ومُختصرٍ، وخصَّ أهلُ العلمِ بالاهتمامِ المنظوماتِ في المذاهبِ الفقهيَّةِ، لا سيَّمَا فقهُ الإمامِ الشَّافعيِّ رحمَهُ اللهُ تعالَى، مِنْ أهمِّهَا وأشْهرِهَا ما نحنُ بصددِهِ: نظمُ الإمامِ يحيى بنِ موسى العمريطيِّ (بعد ٩٨٩ هـ)، المسمَّى (نهايةُ التَّدريبِ)، نظمَ فيهِ متنَ (الغايةِ والتَّقريبِ) للقاضي أبي شجاعٍ (٥٩٣ هـ) رحمَهُ اللهُ تعالَى، حيثُ جمعَ فيهِ أصولَ فقهِ الإمامِ الشَّافعيِّ، وعمدةَ ما انتهَى إليهِ المذهبُ، كمَا ضمَّ إليهِ مسائلَ في الفروعِ، فكانَ نظمُهُ مثلَ الشَّرحِ في الوضوحِ، رصينَ المبنى، رزينَ المعنى، لَا بُدَّ منهُ للمبتدي، ولَا غنى عنهُ للمنتهي، أُبيِّنُ ما يتعلَّقُ بذلكَ في المباحثِ الآتيةِ:
المبحثُ الأوَّلُ: عنوانُ الكتابِ الصَّحيحِ:
وردَ اسمُ النَّظمِ على خمسةِ أوجهٍ:
١ - نهايةُ التَّدريبِ نظمُ غايةِ التَّقريبِ: كمَا هوَ مُدوَّنٌ على نسخةِ وزارةِ الأوقافِ الكويتيَّةِ (١١٨٢ هـ)، ونسخةِ أوقافِ جنينَ (١٢٩٥ هـ).
1 / 25