La Fin en matière d'étrangeté dans les hadiths et les traces
النهاية في غريب الأثر
Enquêteur
طاهر أحمد الزاوى - محمود محمد الطناحي
Maison d'édition
المكتبة العلمية - بيروت
Lieu d'édition
١٣٩٩هـ - ١٩٧٩م
هِيَ حَامِلٌ أَمْ لَا. وَكَذَلِكَ الِاسْتِبْرَاء الَّذِي يُذكر مَعَ الِاسْتِنْجَاءِ فِي الطَّهَارَةِ، وَهُوَ أَنْ يَسْتَفْرِغ بقيَّة البَول ويُنَقّي مَوْضِعَهُ ومجْرَاه حَتَّى يُبْريهما مِنْهُ، أَيْ يُبينَه عَنْهُمَا كَمَا يَبْرأ مِنَ الْمَرَضِ والدَّين، وَهُوَ فِي الْحَدِيثِ كَثِيرٌ.
وَفِي حَدِيثِ الشُّرْبِ «فَإِنَّهُ أرْوَى وأَبْرَا» أَيْ يَبْريه مِنْ ألَم الْعَطَشِ، أَوْ أَرَادَ أَنَّهُ لَا يَكُونُ مِنْهُ مَرض؛ لِأَنَّهُ قَدْ جَاءَ فِي حَدِيثٍ آخَرَ «فَإِنَّهُ يُورِثُ الْكُبَادَ» وَهَكَذَا يُرْوَى الْحَدِيثُ «أَبْرَا» غَيْرَ مَهْمُوزٍ لِأَجْلِ أرْوى.
وَفِي حَدِيثِ أَبِي هُرَيْرَةَ ﵁ «لمَّا دَعَاهُ عُمر إِلَى العمَل فأبَى، فَقَالَ عُمَرُ: إِنَّ يُوسُفَ قَدْ سَأَلَ العَمَل، فَقَالَ: إِنَّ يُوسُفَ مِنّي بَرِيء وَأَنَا مِنْهُ بَرَاء» أَيْ بَرِيء عَنْ مُساواته فِي الحُكم، وأنْ أُقَاسَ بِهِ، وَلَمْ يُرِد بَراءة الْوِلاَيَة والمحبَّة؛ لِأَنَّهُ مَأْمُورٌ بِالْإِيمَانِ بِهِ، والبَرَاء والبَرِيء سَوَاءٌ.
(بَرْبَرَ)
(هـ) فِي حَدِيثِ عَلِيٍّ ﵁ «لَمَّا طَلَب إِلَيْهِ أهْل الطَّائِفِ أَنْ يكتُب لَهُمُ الأمَان عَلَى تَحْلِيل الرّبَا وَالْخَمْرِ فَامْتَنَعَ قَامُوا وَلَهُمْ تَغزْمُرٌ وبَرْبَرَةٌ» البَرْبَرَة: التَّخْلِيطُ فِي الْكَلَامِ مَعَ غَضب ونَفور.
وَمِنْهُ حَدِيثُ أحُدٍ «أخَذَ اللِّوَاءَ غُلَامٌ أَسْوَدُ فنَصبه وبَرْبَرَ» .
(بَرْبَطٌ)
(س) فِي حَدِيثِ عَلِيِّ بْنِ الْحُسَيْنِ «لَا قُدِّسَتْ أُمّة فِيهَا البَرْبَط» البَرْبَط مَلْهاة تُشْبه العُود، وَهُوَ فَارِسِيٌّ مُعَرَّبٌ. وَأَصْلُهُ بَرْبَت؛ لِأَنَّ الضَّارِبَ بِهِ يضَعُه عَلَى صَدْرِهِ، وَاسْمُ الصَّدر: بَر.
(بَرْثٌ)
(س) فِيهِ «يَبْعَثُ اللَّهُ تَعَالَى مِنْهَا سَبْعِينَ أَلْفًا لَا حسابَ عَلَيْهِمْ وَلَا عَذَابَ، فِيمَا بَيْنَ البَرْث الأحْمرِ وَبَين كَذَا» البَرْث: الْأَرْضُ اللَّيِّنَةُ، وجمعُها بِرَاث، يُريد بِهَا أَرْضًا قَرِيبَةً مِنْ حِمْص، قُتِل بِهَا جَمَاعَةٌ مِنَ الشُّهَدَاءِ وَالصَّالِحِينَ.
(هـ) وَمِنْهُ الْحَدِيثُ الْآخَرُ «بَيْن الزَّيْتُون إِلَى كَذَا بَرْثٌ أحْمرُ» .
(بُرْثَمٌ)
(س) فِي حَدِيثِ الْقَبَائِلِ «سُئِلَ عَنْ مُضَر فَقَالَ: تَمِيمٌ بُرْثُمَتُهَا وجُرْثُمتُها» قَالَ الْخَطَّابِيُّ: إِنَّمَا هُوَ بُرْثُنَتُها بِالنُّونِ، أَيْ مَخَالِبُهَا، يُريد شَوْكتها وَقُوَّتَهَا. وَالنُّونُ وَالْمِيمُ يَتَعَاقَبَانِ، فَيَجُوزُ أَنْ تَكُونَ الْمِيمُ لُغَةً، وَيَجُوزُ أَنْ تَكُونَ بَدَلًا، لازْدِواج الْكَلَامِ فِي الْجُرثُومة، كَمَا قَالَ الْغَدَايَا والعشايا.
1 / 112