عليه تقييد فيه تنبيهات خفية، وسمعت أنه كمّل بعض ما فات المازري على التلقين.
استدعاه الإمام أبو زكريا إلى حضرة افريقيا وحضر مجلسه وجعل بعض الحاضرين يلقي بعض مسائل المبادئ (١) فرأى أن الكلام في المبادئ لا تظهر فيه فضيلة الفاضل ولا جهل الجاهل. توفي عام أربعة وأربعين وستمائة.
٤٣ - أحمد بن عيسى بن عبد الرحمن الغماري (٢).
الفقيه القاضي الجليل النبيه أبو العباس، رحل للمشرق وقرأ هناك، وجدّ واجتهد وحصّل وأتقن، ولقي جملة مشايخ كعز الدين بن عبد السلام. له علم بالفقه وأصوله وحظ من أصول الدين ومشاركة في علم الأدب، وكان ممن يستفاد بالنظر إليه والمثول بين يديه.
وكانت دروسه منقّحة الأفراد (٣)، يبدأ بين يديه بالرقائق ثم بالفقه وأصوله، والتهذيب والجلّاب (٤)، فيكثر البحث، وَتُجْلَبُ المسألة الخلافية فيرتضي أحد وجهيها فيبحث عنه إلا أن يترجح ويسلم، ثم يأخذ الطرف الآخر، ويلزم أصحابه ما كان هو يناكر عليه، فلا يزال حتى يترجح ذلك الطرف ويسلم أيضًا. ذلك من جودة نظره وَحِدّة فكره. توفي بتونس عام اثنين وثمانين وستمائة. صح من عنوان الدراية للغبريني.
٤٤ - أحمد بن فرتون السلمي أو العباس (٥).
من أهل فاس، من بيت مسلم، أخذ عن ابن زانيف. روى عن جمع عظيم من أهل العدوتين، وأخذ الناس عنه كثيرًا كأبي جعفر بن الزبير، وهو
_________
(١) في عنوان الدراية: المسائل النحوية.
(٢) ترجمته في عنوان الدراية، ص ٩٣. شجرة النور الزكية ص ٢٠١.
(٣) كذا في الطبعة المصرية. وفي عنوان الدراية: الإيراد.
(٤) يعني كتاب التفريع لأبي القاسم عيد اللَّه بن الحسين بن الحسن الجلّاب الفقيه المالكي المتوفى سنة ٣٧٨ هـ ذكر ذلك محقق عنوان الدراية الأستاذ عادل نويهض.
(٥) هو أحمد بن يوسف بن فرتون السلمي (انظر ترجمته في: جذوة الإقتباس ١: ١١٧، شجرة النور التركية ١: ٢٠٠، فهرس الفهارس ٢: ٩١٠، معجم المؤلفين ٢: ٢٠٨، الأعلام ١/ ٢٧٤، معجم أصحاب الصفدي رقم ١٧٩.
1 / 79