روي أن أمير المؤمنين هارون الرشيد مر في بعض الأيام وبصحبته جعفر البرمكي، وإذا هو بعدة بنات يستقين الماء، فعرج عليهن يريد الشرب وإذا إحداهن التفتت إليهن وأنشدت تقول:
قولي لطيفك ينثني
عن مضجعي وقت المنام
كي أستريح وتنطفي
نار تؤجج في العظام
دنف تقلبه الأكف
على بساط من سقام
أما أنا فكما علمت
فهل لوصلك من دوام
فأعجب أمير المؤمنين ملاحتها وفصاحتها وقال لها: يا بنت الكرام، أهذا من مقولك أم من منقولك؟ قالت: من مقولي، قال: إذا كان كلامك صحيحا فأمسكي المعنى وغيري القافية، فأنشدت تقول:
Page inconnue