============================================================
ثانيها: في التعبير عن المعلومات، ففي كثير من الأحيان تتحد عبارة الكتابين في التعبير عن معلومة ما: ثالثها: في منهج البحث، فمنهج كل من الكتابين واحد، في إيراد المعلومات، وتسلسلها وطرق معالجتها.
ولما كان صاحب انتيجة الفكر" متقدما قليلا على صاحب "نور العيون"، فإننا نفترض آن يكون صاحب لانور العيون" قد اغترف من بحار لانتيجة الفكره، وقد عزا إليه في بعض الأحيان، وإن أهمل العزو إليه في اكثر الأحيان.
لقد حاول مؤلفه "القيسي" أن يشت في كتابه "انتيجة الفكره ما انتهى إليه علم طب العيون فى عصره، دون الخوض في الجزئيات، ودون ذكر التجارب الشخصية، فجاء الكتاب على ما أراد له مؤلفه من وضوح العبارة، وعدم الأغراب، وحسن التنسيق، ودقة الوصف والتشخيص، وحسن المعالجة. وإذا كان المؤلف لم يول عزو المعلومات في كتابه إلى قائليها، فإن عذره في ذلك أنه يدون نتائج قد أجمع جميع أطباء العيون عليها، ومثل هذه المعلومات لا تحتاج إلى عزو: إن كتاب انتيجة الفكره خال من الجديد، إلا من الإشارات الخفيفة، كمحاولته وصف الزرق عند ذكره أبراض الرطوبة الجليدية (الضغط)، ومحاولته ذكر ان الماء من أمراض العدسة، وذلك عند ذكره علامة يبس الرطوبة الجليدية وعلامة كذورتها.
ورغم أن المؤلف كان في كتابه هذا جزل العبارة، إلا أنه وقع في سيل من الأخطاء النحوية، حرصنا على تركها على ما هي عليه دون تصيح، ليبقى الكتاب كما وضعه مؤلفه.
مخطوطات الكتاب ذكر الباحث الألماني لاهانس دايتر بيشوف"، في مقدمة ترجمته لكتاب "انتيجة الفكر في علاج أمراض البصر" إلى الألمانية، إن لهذا
Page 12