============================================================
ذاع صيت مؤلفنا أبي العباس أحمد بن عثمان القيسي، فاستخدمه الملك الكامل محمد بن أبي بكر بن أيوب في بلاطه طبيبا، ولما مات الملك الكامل وخلفه من بعده الملك الصالح نجم الدين ابقاه طبيبا في البلاط(1). وهذا يدل على أن مؤلفنا قد بلغ شاوا بعيدا في الطب إلى درجة أن صدر الأمر السلطاني إليه بتأليف كتابه هذا فألفه، فقد قال رحمه الله: "فإنه لما خرجت الأوامر العالية السلطانية الأعظمية الصالحية النجمية - لا زالت نافذة في شرق البلاد وغربها، ومطاعة في بعدها وقربها، ومتصرفة في عجم الأمة وعربها - بتأليف كتاب في أمراض العين والأسباب المحدثة لها، والعلامات الدالة عليها، والعلاجات الشافية منها"، امتثلت ذلك، وسألت الله أن يجعل ما سلكته فيه أحمد المسالك، ووضعت الكتاب المشار إليه مشتملا على ذكر أمراض العين وأسبابها وعلاماتها وعلاجاتها، وأودعت فيه من الثكت الغريبة، والفوائد العجيبة، ومن الأدوية المفردة والمركبة ما صحت تجربتها، واتضحت منفعتها، ولم يحتج معها في غالب الأمر إلى غيرها، ووسمته بانتيجة الفكر في علاج أمراض البصر) .
كتاب "انتيجة الفكر في علاج أمراض البصر" إن كتاب لانتيجة الفكر في علاج أمراض البصره أحد الكتب المراجع في طب العيون، كتبه مؤلفه بتكليف من السلطان، ونظرا لعظم مكانته فقد أخذ عنه لاحقوه الشيء الكثير، بل إن من يقارن بينه وبين ص و الي عام 296ه - يجد بينهما تطابقا كبيرا في ثلاثة امور: أولها: في المعلومات، فلا يكاد أحدهما يختلف عن الآخر في معلومة.
(1) عيون الأنباء في طبقات الأطباء، ابن آبي أصيبعة ص 585.
Page 11