Le Christianisme et ses coutumes chez les Arabes préislamiques

Louis Cheikho d. 1346 AH
138

Le Christianisme et ses coutumes chez les Arabes préislamiques

النصرانية وآدابها بين عرب الجاهلية

Genres

وتقوى الله خيرُ الزاد ذخرًا ... وعند الله للأتقى مزيدُ ومثله لامرئ القيس: والله أنجع ما طلبت به=والبرُ خيرُ حقبة الرَّحل فهو في المزامير (مز ١١١: ١) وقال أيضًا بولس في رسالته الأولى إلى تيموتاوس (٤: ٧ ٨): "روض نفسك على التقوى فإن التقوى تنفع في كل شيء". وقد ذكر الرب في إنجيل لوقا (٤: ٢٢) المثل: أيها الطبيب اشف نفسك، وحذر عن المرائي ير ى لقذى في عين أخيه ويغفل عن الخشبة التي في عينه (متى ٧: ٢ ٤) فأخذه ابن معاوية الجعفري فقال: ولا تقربنَّ الصَّنيع الذي ... تلوم أخاك على مثله وقال الآخر الأغاني (٢٠: ٥٧): وعامل بالفجور يأمر بالبر ... كهادٍ يخوض في الظلم أو طبيب قد شفه سقمٌ وهو م ... يداوي من ذلك السقمِ يا واعظ الناسِ غير متعظ ... نفسك طهر أو فلا تلمِ ومثله لعلي: من أبصر عين نفسه اشتغل عن عيب غيره. وقد اقتبس يحيى بن داوود قول سليمان في أمثاله (١٠: ١٢): "البغض يثير النزاع والحب يستر جميع المعاصي" فقال: وعين الرضا عن كل عيبٍ كليلةٌ ... كما أنّ عين السخط تبدي المساويا يقول العرب (الميداني ١: ٢٩٥): ربما كان السكوت جوابًا، ومثله قول الشاعر: إذا نطق السفيهُ فلا تجبه ... فنخيرٌ من إجابته السكوتُ وهذا قد ورد في أمثال سليمان الحكيم (٢٦: ٤): "لا تجاوب الجاهل بحسب سفهه لئلا تكون أنت نظيره" وقال (٢٩: ٩): "الحكيم الذي يخاصم سفيهًا لا يجد راحة". وقال الرب (في متى ١٠: ٢٨): "ليس خفي ألا سيظهر ولا مكتوم إلا سيعلن" قال زهير بمعناه: ومهما تكن عند امرئ من خليفةٍ ... ولو خالها تخفى على الناس تعلم ومن حكم العرب: لصدق منجاة والكذب مهواة، ومثله في سفر ابن سيراخ (٢٠: ٢٦): "الكذب عارٌ قبيح في الإنسان" وقال (٢٠: ٢٨): "شأن الإنسان الكذوب الهوان وخزيه معه على الدوام". من أقوال العرب الشائعة: "العاقل لسانه في قلبه" وروي بين حكم علي بن أبي طالب (ص٩٨): "قلب الأحمق فيه ولسان العاقل في قلبه"قاله ابن سيراخ (٢١: ٢٩): "قلوب الحمقى في أفواههم وأفواه الحكماء في قلوبهم". وقال في أمثال سليمان (١٦: ٢٣): "قلب الحكيم يفقه فهمه ويزيد شفتيه فائدة"، وروى أيضًا لعلي قوله (ص٣٢): "لين الكلام قيد القلوب"، ورد مثله في ابن سيراخ (٦: ٥) "الفم العذب يكثر الأصدقاء واللسان اللطيف يكثر المؤانسات". وبين حكم علي أيضًا (ص١٧٢): "ذكر الآخرة دواء" وقال ابن سيراخ (٧: ٤٠): "في جميع أعمالك اذكر أواخرك فلن تخطأ إلى الأبد". ومن حكم العرب (٢: ٦٧): "كلام كالعسل وفعل كالأسل" وكأنه تعريب آية الزبور (٦١: ٥): "يباركون بأفواههم وفي باطنهم يلعنون" ولابن سيراخ (١٢: ١٥): "العدو يظهر حلاوة من شفتيه وفي قلبه يأتمر أن يسقطك في حفرة". ومما رواه الميداني العرب (٢: ١٧٩): ما على الأرض شيء أحق بطول سجن من لسان، قال القديس يعقوب في رسالته (٣: ٨): "لا يستطيع أحد من الناس أن يقمع اللسان فهو شرٌ لا يضبط". يقول العرب: إن شئت أن تطاع فسل ما يستطاع، ومثله في أمثال الميداني (٢: ١٩٩): "المرء تواق إلى ما لم ينل"، وقد سبق ابن سيراخ فقل (٣: ٢٢): "لا تطل ما يعييك نيله ولا تبحث عما يتجاوز قدراتك". وورد بين الحكم النسوبة إلى علي (ص٦) ثبات الملك بالعدل، وفي أمثال سليمان (١٤: ٣٤): "العدل يعلي الأمة". وروى له (ص١٠٨) من أضاع نفسه قتلها ومن عصى نفسه وصلها، وهو منقول عن كلام الرب (متى ١٦: ٢٥): "من أراد أن يخلص نفسه يهلكنها ومن أهلك نفسه من أجلي يخلصها". وروى أيضًا بين حكم علي قوله (ص٧٠): درهم الفقير أزكى عند الله من دينار الفقير، وهو كمثل قول الرب عن فلس الأرملة (مرقس ١٢: ٤٣): "إنّ هذه الأرملة الفقيرة ألقت أكثر من كل الذين ألقوا في الخزانة". ومنها (ص٣٢): كلام الله دوار القلوب: وقد سبق في المزامير حيث قال (مز١٨: ٨): "شريعة الرب كلمة ترد النفوس، أم الرب مستقيم يفرح القلب" ومنها أيضًا (ص١٤) ذليل الخلق عند الله، ورد في رسائل بولس (١كر١:٢٥): "مستجهل الله أحكم من الناس ومستضعف الله أقوى من الناس". ؟٢ الحديث والتوراة

1 / 138