رابعًا: موقف هوازن وثقيف من ظهور الإسلام ودعوته:
يمكن أن يتحدد هذا الموقف في الأمور الآتية:
أ – رفض دعوة التوحيد، ويرجع ذلك إلى تغلغل رواسب الوثنية في نفوس القوم وحبهم للأوثان واعتزازهم بتقاليدهم وعاداتهم الجاهلية بوجه عام.
وقد واجهوا دعوة الرسول ﷺ بالعداء والكراهية الشديدة.
ب – كان لرفض قريش الإسلام أثر بالغ في نكول كثير من القبائل العربية الأخرى عن الإسلام لما وقر في نفوس العرب جميعا من تعظيم هذا الحي من قريش؛ لأنهم سدنة البيت الحرام وحجاب الكعبة وأهل الحرم، وهم قوم الرسول ﷺ، فلما حاربوا دعوته ورفضوا ما جاء به، رفض غيرهم دعوته وقالوا: "القوم أدرى بصاحبهم"، وكانت قريش نفسها تقول ذلك منفرة من دعوة الرسول ﷺ: "نحن أعلم بصاحبنا لو كنا نعلم ما يقول حقا لتبعناه:، فحين شاهدت قبائل هوازن وثقيف ذلك الموقف العدائي من أهل مكة، وهم قوم الرسول ﷺ الأقربون، رفضوا دعوته وقالوا: "أترون أنّ رجلًا يصلحنا وقد أفسد قومه ولفظوه".
وسوف أورد الآثار الدالة على ذلك منها:
٦- ما رواه الإمام أحمد بإسناد حسن من طريق عبد الرحمن١ ابن خالد بن أبي جبل العدواني، عن أبيه٢، أنه أبصر رسول الله ﷺ في مشرق ثقيف وهو قائم على