192

Narrations of the Battle of Hunayn and the Siege of Taif

مرويات غزوة حنين وحصار الطائف

Maison d'édition

عمادة البحث العلمي بالجامعة الإسلامية،المدينة النبوية

Numéro d'édition

الأولى

Année de publication

١٤١٢هـ

Lieu d'édition

المملكة العربية السعودية

Genres

ناد يا أصحاب السمرة، قال: وكنت رجلا صيتا فناديت بصوتي الأعلى: أين أصحاب السمرة؟ فأقبلوا كأنهم الإبل إذا حنت إلى أولادها، يا لبيك، يا لبيك، يا لبيك وأقبل المشركون فالتقوا هم والمسلمون ونادت الأنصار: يا معشر الأنصار مرتين، ثم قصرت الدعوى في بني الحارث بن الخزرج، فنادوا: يا بني الحارث بن الخزرج! فنظر النبي ﷺ إلى قتالهم فقال: "هذا حين حمي الوطيس" الحديث١.
وعند الحميدي: عن عباس قال: كنت مع النبي ﷺ يوم حنين ورسول الله ﷺ على بغلته التي أهداها له الجذامي فلما ولى المسلمون، قال لي رسول الله ﷺ: "يا عباس ناد، قلت يا أصحاب سورة البقرة٢، وكنت رجلا صيتا فقلت: يا أصحاب السمرة، يا أصحاب سورة البقرة، فرجعوا عطفة كعطفة البقرة على أولادها، وارتفعت الأصوات وهم يقولون: معشر الأنصار، يا معشر الأنصار ثم قصرت الدعوة على بني الحارث بن خزرج، يا بني الخزرج، قال: وتطاول رسول الله ﷺ على بغلته فقال: "هذا حين حمي الوطيس" الحديث٣.

(ابن سعد: الطبقات الكبرى٢/١٥٥واللفظ له. والطبري: جامع البيان١٠/١٠١- ١٠٢) .
٢ قوله: (يا أصحاب سورة البقرة) .
قال الزرقاني: "خصت هذه السورة بالذكر حين الفرار لتضمنها ﴿كَمْ مِنْ فِئَةٍ قَلِيلَةٍ غَلَبَتْ فِئَةً كَثِيرَةً﴾ [سورة البقرة، من الآية: ٢٤٩]، أو لتضمنها ﴿وَأَوْفُوا بِعَهْدِي أُوفِ بِعَهْدِكُمْ﴾، [سورة البقرة، من الآية: ٤٠]، أو ﴿وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَشْرِي نَفْسَهُ ابْتِغَاءَ مَرْضَاتِ اللَّهِ﴾ [سورة البقرة، من الآية: ٢٠٧] .
ثم قال: "وليس النداء بهذه السورة اجتهاد من العباس، بل بأمره ﷺ ففي مسلم وغيره، قال العباس: فقال ﷺ: يا عباس ناد يا معشر الأنصار، يا أصحاب السمرة، يا أصحاب سورة البقرة". (شرح المواهب اللدنية ٣/١٢) .
قلت: "ليس في مسلم لفظة: أصحاب سورة البقرة، وإنما فيه "أصحاب السمرة" فقط وقد تتبعت حديث العباس في صحيح مسلم فلم أجد هذه اللفظة، وقد ورد الأمر للعباس بأن ينادي بـ يا أصحاب سورة البقرة"، عند أحمد في مسنده ١/٢٠٧ عن سفيان بن عيينة قال: سمعت الزهري مرة أو مرتين فلم أحفظه عن كثير بن عباس قال كان عباس وأبو عباس معه يعني النبي ﷺ قال: فخطبهم وقال: "الآن حمي الوطيس" وقال: "ناد يا أصحاب سورة البقرة" وإسناده صحيح.
وعند أبي عوانة في مسنده٤/٢٠٤-٢٠٦ من طريق سفيان بن عيينة ولفظه: يا عباس ناد في الناس: "يا أصحاب السمرة، يا أصحاب سورة البقرة! قال سفيان بن عيينة: يذكرهم البيعة التي بايعوه تحت الشجرة والشجرة سمرة بايعوه تحتها على أن لا يفروا".
وعند الفسوي في المعرفة والتاريخ ٢/٧٣٢ من طريق سفيان بن عيينة أيضا ولفظه: "يا عباس ناد يا أصحاب الشجرة، يا أصحاب سورة البقرة" وإسناده صحيح.
وجاء عند أبي يعلى والطبراني في الأوسط من طريق الزهري عن أنس بن مالك أن رسول الله ﷺ أمر العباس أن ينادي: يا أصحاب سورة البقرة، قال الهيثمي: "رواه أبو يعلى والطبراني في الأوسط ورجالهما رجال الصحيح غير عمران بن دوار وهو أبو العوام وثقه ابن حبان وغيره وضعفه ابن معين وغيره". (مجمع الزوائد ٦/١٨٠-١٨١. وانظر مجمع البحرين ٢/٢٤٣ رقم (٧٧) ومسند أبي يعلى ٣/٣٣٨ب رقم (٣٠٣) والمطالب العالية ٤/٢٥١) .
(الحميدي: المسند ١/٢١٨- ٢١٩) .

1 / 199