وكان زعيم العرب والفلاحين القادمين من القليوبية لنصرة الثائرين في القاهرة المرحوم شيخ العرب سليمان الشواربي جد آل الشواربي
4
المعروفين في القليوبية، وقد روى المعلم نقولا التركي أنه لما صمم أهل القاهرة على الثورة كتبوا إلى الشيخ الشواربي يستنجدونه «وعينوا له زمانا يحضر بعشائر العربان، وقد أتى في الميعاد إذ كانت الفرنساوية محيطة بالقاهرة فضربهم الفرنساويون بالمدافع والرصاص فولوا منهزمين».
وليس في الجبرتي أثر لهذه الرواية والقرائن كلها تدل على صحتها، ولعل السبب في ذلك هو أن الشيخ الجبرتي كان في حي الأزهر مع المحصورين المضروبين، بينما كان المعلم نقولا الترك مع الفرنساويين المحاصرين للمدينة؛ ولذلك استطاع أن يعرف أن الفرنساويين صدوا القادمين للنجدة وضربوهم بالمدافع والرصاص فولوا منهزمين، والدليل على صحة الرواية هو ما ورد بعد ذلك في حوادث أوائل شهر رجب في الجبرتي قوله: إن كبير الفرنسيس الذي بناحية قليوب حضر ومعه سليمان الشواربي شيخ الناحية وكبيرها فلما حضر حبسوه بالقلعة، وقيل: إنهم عثروا على مكتوب أرسله وقت الفتنة السابقة إلى سرياقوس ليحرضهم على قتال الفرنسيس، وقال في حوادث آخر شهر رجب هذا، إنهم قتلوا الشيخ سليمان الشواربي ومعه ثلاثة من عرب الشرقية قطعوا رءوسهم بالرميلة، ونقلت جثة الشواربي إلى قليوب ودفن هناك مع أسلافه، رحمه الله.
وكان حاكم القليوبية الذي قبض على الشواربي هو الجنرال مورات
Murat
صهر نابوليون وملك إيطاليا في بعد، وصاحب الشهرة الواسعة في تاريخ أوروبا وحروبها النابوليونية وتاريخ حياته أشبه برواية من الروايات الخيالية، ويكتفي أنه ارتقى من جندي بسيط إلى ملك عظيم.
وحاول المصريون أيضا من أهل القرى المجاورة كالجيزة وما وليها الهجوم على القوى الفرنسية، واجتمع منهم على رواية نابوليون في تقريره نحو أربعة أو خمسة آلاف فحملت عليهم فرقتان تحت قيادة الجنرالين؛ لأن (Launes)
وفو (Veaux)
فبددنا شملهم وكذلك أقبل جماعة من البدو إلى جهة باب النصر، فأوفد نابوليون الكولونل «سولكوسكي» البولوني أحد أركان حربه فقتل هو ومن معه إلا نفرا واحدا.
Page inconnue