============================================================
آخر إذا قطع الطريق، واخذ الأموال ان تقطع يده ورجله، افهذه صفة الكريم العادل، الذى يرزق رزقا، ثم ينفص ذلك الرزق ولا يهنيه صاحبه، ثم يقطع يد الذى رزقه ذلك الرزق ؟1!.
ولا يكون كرمه إلا دون كرم المخلوقين ؛ لانه لا يجوز فى العفول ، ولا فى همم العرب ذوى الأخطار، أن يجودوا، ويكرموا على أحد، ثم يامروا بقطع يده ورجله، جزاء بما وهبوا له وقسوا وأعطوا11 فالله، عز وجل، أحق بالجود الهى، والعطاء السنى، الذى لايتبعه تتضيض ولا تكدير، لانه اكرم الاكرمين ، وأنه ، عز وجل، الذى يقول ايجابا على نفسه : (ذلك بان الله لم يك مغبرا نعمة أنعمها على فومرختى يغبروا ما بأنفهم (1)، فهذا اكبر شاهد على انه، عز وجل، لا يرزق رزقا ثم يقطع يد من رزقه إياه، هو اكرم من ذلك وأعدل.
وهذه شواهد القرآن قاهرة لحجتك، وشاهدة لنا عليك، وأما قولك ها عمد اله بن هزيد البغدادى، أن قولنا فى الأرزاق ما لا تقبله عقول اهل الالباب وقلت : وكفاك أن توقف رجلا آن مع الله رازقا غيره !
فليس يقول ذلك أهل العدل والتوحيد ، هم اجل خطرا واعرف بعظمة الله، عز وجل، ووحدانيته من أن يقولوا : إن مع الله، جل ثناؤه، رازقا غيره، غير أنك تشنع وتفترى الزور.
الله يرزق الحراه: وافاقولتا : إن الله، عز وجل ، لايرزق الحرام، وان اخذ الحرام تعدى من آخذه ، وقد نهى (6) الله، عز وجل، منه. الا ترى، ويجك، كيف قال : ولا تاكلوا أموالكم بمحنكم بالباطل وتدلوا بها إلى الحكام بفاكلوا لمريقا من أموال الناس بالاثم وآنقم تعلمون(3)، فأوجب، عز جل، ان ذلك الذى أدلوا به إلى الحكام ، واكلوه من اموال الناس، أنه ليس من رزقه، ولا من عطيته.
(1) سورة الأنفال : الآية 52.
(2) في الاصل : نها.
(4) ورة المقرة: الأبة 188.
7
Page 279