============================================================
ومن وجدنا معه شيئا مما رزق الله عباده فسماه رزقا، وأخرجه لهم من الأرضين وأنزله من سماواته إلى أرضه، وما أخرج من المعادن والبحار .
قلنا له : من امن لك هذا المال ، وكيف وقع فى يدك ، وعلى أى حال كسبته ؟1 فان قال : إنه لقى قوما مسلين فى طريق قطع عليهم، واخذ أموالهم وغنم رحالهم، أو نقب دار قوم، فأخذ ما فيها من حرزه، أو غصب أحدا من عباد الله، أو ى (1) فى مجالس أهل الخور فاعطوه جائزة، أو لعب فاخذ أجرة لعبة أو قامر فأخذ قماره، أو خاطر على ما قال، فأخذ خطره او رابى (1) فى ديونه، فجع ذلك الربا، او عمل الخمر وباعه، او اكرى القدور من الخمارين واخذ اجرتها، او أخذ الارزاق من السلاطين الجائرين والخوارج على الإسلام، او بخس فى الموازين والمكاييل، او غش فى الصناعات، أو خان الأمانات.
ثم قال إن الله، جل ثناؤه : هو الذى رزقه ذلك المال واعطاه أياه قلنا له : هلم إلينا البينة على دعواك، فإن لم يات ببينة ولا برهان، من كتاب الله، عز وجل، ولا ن نة رصول، وجب عليه أنه عند الله، جل ثناؤه، وعند المسلمين من المفترين للباطل والمدعين للزور والبهتان العظيم، وأن الله، عز وجل، لم يرزقه هذا الرزق، الذى ادعى (2)، بل حرمه عليه في كتابه، غاية التحريم، ونهى (1) عنه أشد النهى، وهلك فى قوله واستوجب العذاب الآليم ؛ لأن الله، عز وجل، لم يرزقه الحرام، وقد نهاه عنه وحذره منه، حيث قال فى كتابه : ولا تاكلوا أموالكم بينكم بالباطل وتدلوا بها الى الحكام بتاكلوا فريفا من أموال الناس بالاثم وأنشم تعلمون (}(0) .
فاى بيان أوضح من هذا البيان، واى شاهد لنا علكيم أعدل من كتاب الله، عز وجل، وإما تعدى هذا المعتدى، فأخذ ما ليس له برزق، ولو كان الله، عز وجل، 89ط/ الذى رزقه إياه لم يأمربه - فى كرمه وعدله - آن تقطع يده، وفى موضع (1) فى الأصل : غنا (2) فى الأصل : رابا (4) في الأصل ادعا.
(4) فى الأصل : نها.
(5) سورة البفرة: الآبة 188
Page 278